آراء ومقالات المزيد

حدث | أثر لا ينسى - بقلم : فاطمة المزيعل

17/07/2018 12:37 ص
حدث | أثر لا ينسى - بقلم : فاطمة المزيعل
**

إحساس لا يوصف، وشعور خلاب ساحر يتولجنا، حين نستشعر قيمتنا الحقيقية، وأهميتنا، ودورنا في هذه الحياة من خلال (كلمة). وبالأخص عندما تكون كلمة صادقة، تخرج من قلب صادق تجاهك، تبعدك من زواياك المعتمة، ولزوايا أخرى مضيئة تقربك.

كلمة، تملأ قلوبنا البسيطة، تروينا بلذة الاستزادة، (تحيينا، تحفزنا، تشجعنا، تحتوينا)، وكالدفء والاحتضان تطوقنا، وعلى المضي تحثنا، نطرب لها ولإحساسنا بها، ونتفاعل معها لأنها تربتنا بعد إجدابها، تضفينا السعادة وبنسماتها تأوينا.

كلمة، شبيهة بألوان التفاؤل، تفشي روح التمني في نفوسنا، تعزز ألفتنا، تقلل جدالاتنا، تنعش رجاءنا عند تأملنا، تلامس عقولنا وتنقي قلوبنا.

فلقد اتفق عليها اغلب علماء الاجتماع، بأن قوتها تفوق أضعاف أي قوة توصل إليها كل الإنسان، في كسب جميع النفوس، لما لها من تأثير وإحسان.

ورغم قوتها وجمال تأثيرها، إلا أن الأغلب اصبح بخيل جدا بها، وكأن الكلمة الطيبة في وجه من يستحق، تخدش شيئا كبيرا من شخصيته وكبريائه، ذلك بسبب فرط جلافته وصلافته.

فأصبحنا نفتقدها بشكل كبير، ونفتقد جمال وطأتها، فمن دونها تتسع الكثير من الفجوات الملموسة بيننا وبين بعضنا، فتقلل من ثقتنا، ومن ثم تنعكس سلبا على علاقاتنا حتى مع أفراد أسرتنا.

يقول سبحانه وتعالى في هذا الصدد: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء). فنحن جميعنا نحتاجها في كل مراحل حياتنا، وفي شتى مجالاتنا، صغارا أو كبارا، نساء أو رجالا، نحتاجها لما تحمله من معنى عميق يحتضننا بين جذوره، يخترق دواخلنا، وبالحب والغبطة يغنينا، وبالاستبشار يفتننا ويغرينا.

معنى، يقوينا وفي الوقت ذاته يرخينا، ليزيد من هوادتنا ويرضينا، لو تشتتنا وتفتت وعينا، ولو أصبحت ظروفنا كالموج الهائج ضدنا.

فلقد كان لدى المفكر الفرنسي (سان سيمون)، شخص يوقظه كل صباح في فراشه وهو يقول: «انهض يا سيدي، فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية»!! وبشكل دائم يكررها على مسامعه، فقط ليشعر سيده بأهميته وأهمية وجوده، وليبث الحيوية والهمة العالية فيه.

لذا، كان يستيقظ سيده ممتلئا بالتفاؤل والأمل، كان يستيقظ مبتسما، مستشعرا قيمته وأهميته لتلك الحياة، بالرغم من أن (سان سيمون)، غير مقيد بوظيفة معينة، أو بعمل مصيري ليؤديه، سوى القراءة والتأليف.

لكن، حين تقتحم تلك الكلمات أذنيه في كل صباح، يشعر وكأن شيئا يسحبه من عالم رتيب ممل، ويلقي به إلى عالم بعيد أروع وأوسع وأفسح، ليشرق في الأفق بصحبة كتاباته وقراءاته.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد