آراء ومقالات المزيد

حدث | أدعية أهل الكويت «العتيچة» - بقلم : يوسف عبدالرحمن

14/08/2020 12:39 ص
حدث | أدعية أهل الكويت «العتيچة» - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

شكرا لكورونا في سنة 1441هـ - 2020م التي أفرزت «الخنين والخايس» وأحيت لهجتنا العتيچة.

في ذاكرتي وجيلي المخضرم الطيب أدعية سمعناها من آبائنا وأجدادنا وجداتنا وأمهاتنا، وقد اندثر كثير منها والبعض يلفظ أنفاسه نتيجة لعوامل كثيرة وطارئة على حياتنا.

زمن راح وولى وحاضر نعيشه وآخر قادم من رحم المجهول، وعلينا أن نذكر لأجيالنا الحالية والقادمة (جميل ذاك الدعاء) الذي كنا نسمعه لعل (عيالنا) اليوم يقتبسون منه ويدعون به وإن ضاع فهيهات على ما فات، وهنا أرى لزاما أن نذكر بأهمية (الدعاء الكويتي العتيچ).

ما أجمل ما عشناه في سنوات حياتنا الماضية، كانت (الأدعية) تطرق مسامعنا وفيها معان عذبة تنطلق من أفواه أهلنا المسنين، خاصة النساء وما درجوا عليه من هذه الأدعية الطيبة الحلوة في قولها ومعانيها، وهي بالفعل تظهر أحاسيسهم ومشاعرهم في أجمل العبارات بأحاديثهم اليومية لأنهم يقولونها وما بينهم إلا قلة قليلة من الذين يشاركونهم في المعيشة وهم قلة من (سلطنة عُمان والإمارات واليمن).

أهلنا القدامى، كانوا بالفعل يسمعوننا (دعواتهم الطيبة)، وهي تعبير صادق عما يدور في نفوسهم وما يختلج في نفوسهم وصدورهم وهي تلفظ بنبرات متفرقة خاصة من النساء أو الرجال، ومعظمها يدور حول طول العمر والهداية والدعاء بسعة الرزق والبركة والدعوة بالفلاح والقبول وهكذا.

من أجمل الدعوات:

- يعل عمرك طويل واسنينك دايمة عسى عمرك عمر شعيب النبي.

- تحصنت عليك بالله وآيات الله التامة، الله يبارك فيك بركة الزاد على العباد، يعل ان طحت وقيت وإن طلبت أعطيْت.

- يا بعد طوايفي، يا بعد روحي، يا بعد عمري، يا بعد قلبي، يا بعد چبدي، يا بعد عيني عينك، يا روحي روحك، عسى يومي قبل يومك، أبوي وخلف يداني، غناتي إنت.

- أمنتك الله، أمانة الله وحده تحفظك وتحرسك يعل الرحمن يوفجك وين ما يممت، يا أمان الخايفين يا دليل المتحيرين، الله يؤمن خوفنا عليك، الله يوديك سالم، واييبك سالم، يعلك اتيي منسر الخاطر يعلك اتينا سالم غانم.

- الله ينعم عليك نعم الله، عطاك الله ما يغنيك ويچثر خيرك ما قصرت.

- كفو والله والنعم وسبعة انعام، بيض الله ويهك.

- سلام عليكم.. عليكم السلام.. يا هله ويا مسهله، اشلونكم حياك الله (حياچ الله) كلطي.. اكلط يعني: تفضل للرجل والمرأة.

- يا عل عيني ما تبچيچ ويدفع عنك البلا.

- عوينتي، خنت حيلي، الله يخلف عليك أو عليچ.

- يه يه اشهزين، ملبوس العافية تقطعينه بالعافية يا حلوة، عليچ يضوي منور.

- راح اللي راح والعوض على الله بعد شنسوي هذه كتبه الله، الله كاتب.

تختلف الدعوات والمناسبات، ولكل مفردة من هذه الألفاظ ذكريات عند آبائكم وأجدادكم وجداتكم وأمهاتكم، رحم الله من غادر والعمر الطويل للأحياء علشان يذكرون أحفادهم بألفاظ ومفردات عزيزة علينا من اللهجة الكويتية تكاد تضمحل وتنقرض.

٭ ومضة: شكرا لكل من حفظ لنا اللهجة الكويتية وكل ما تحمل من ذكريات ولوحات وتراث ومفردات وحچاوي حلوة وموروث فلكلوري وتراثي من أمثال العلامة عبدالعزيز الرشيد البداح، د.أيوب حسين وحمد السعيدان والمؤرخ الفلسطيني أحمد مصطفى أبو حاكمة الذي كتب تاريخ الكويت في الحقبة من 1750 الى 1965 وعبدالله الحاتم وجهود د.يعقوب يوسف الغنيم ود.عبدالله يوسف الغنيم، أطال الله في عمرهما، وفؤاد المقهوي، والعبد المغني ود.يعقوب يوسف الحجي والزميل الباحث حمزة عليان والباحث فرحان الفرحان وآخرين لا يتسع المجال لذكرهم، شكرا لكل من حفظ تاريخ الكويت وحاول المحافظة على سمعتها طوال حياتهم مو مثل هؤلاء طايحين الحظ الذين لوثوا سمعة الكويت بغسيل قذارتهم قبحهم الله.

٭ آخر الكلام: هذه الدعوات التي سطرتها لك من قديم الحچي الكويتي من عبارات وأدعية ومدائح وتحايا وترحيب إلى غيرها من المجاملات والأقوال والتي تلفظ بنبرات خاصة وهي خاصة بالنساء والرجال تتنوع ، هذه الدعوات أذكرها وأذكر بها حتى لا تنمحي.

٭ زبدة الحچي:
هذه دعوة للآباء والأمهات الذين وصلوا معنا الى مرحلة (البابا عود) أن يجلسوا (عيالهم الشباب) ويعلموهم مثل هذه الجمل والعبارات والألفاظ حتى نزرع فيهم (حب الكويت) بعد أن وجدنا من خان الكويت وباعها بمال فاسد غير نظيف في محاولة للثراء بطرق غير مشروعة، وعلينا أن نتعاون لإحياء مفردات لهجتنا الكويتية الجميلة وتراثنا الشعبي لأن هذا التاريخ هو تاريخنا النظيف في الماضي، وصحيح انه لم يبق منه إلا الذكرى وما يتناوله جيلنا المخضرم من هذه العبارات الرنانة الجميلة التي تمثل الأقدمين الذين تعبوا وكدوا حتى وصلت الكويت إلى ما هي عليه بمالهم الحلال وجهدهم وحلو صنيعهم الوطني بالمحافظة على الكويت وشعبها طوال الدهور وعلى مر الأزمنة الماضية والآنية واللاحقة، لأن الكويت (أمانة) أهلنا وشعبنا النظيف العفيف الذين فدوا الكويت على مر الزمان ولم يخونوا أماناتهم، فرحم الله الذين قضوا إلى رحمة الله، وأطال عمر من بقي ليحافظ على الكويت ولهجتها من كل الأدران الأوساخ في زمن (غسيل النجاسة) والأيدي غير المتوضئة المضروبة بالإثم والخيانة.. في أمان الله.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد