آراء ومقالات المزيد

حدث | أولادكم لا عبادكم - بقلم : صالح الشايجي

21/05/2018 12:20 ص
حدث | أولادكم لا عبادكم - بقلم : صالح الشايجي
**

يلجأ بعض الآباء إلى أساليب خاطئة في توجيه أبنائهم نحو الدين وتأدية العبادات بالذات.

تتصف بعض حالات التوجيه تلك بالعنف والزجر والقسوة في كثير من الأحيان، وما هكذا تكون الأمور وما هكذا يكون التوجيه، بل إن اللين هو المطلوب حتى لا تتولد لدى الطفل ردة فعل عكسية وتنشأ في نفسه عقدة تربو مع الأيام وتكبر ويصير لديه نفور من الدين بسبب سوء التوجيه والقسوة والإجبار على أداء العبادات وبالذات الصوم والصلاة.

أيها الأب تعامل مع أبنائك على انهم «أولادك لا عبادك»، وأنك مجرد ناصح لا ربٌّ تأمرهم بطاعتك وعبادتك، وتذكر أنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.

إذا لم تكن العبادات تؤدى بإيمان وعلى أنها عقيدة، فلن تؤدي الغرض منها في نفس الطفل وسوف لن تترسخ في نفسه معانيها السامية ومردودها الروحي والإيماني، فإذا كانت عن طريق الجبر والزجر والأمر فستكون وبالا على الطفل وستشوه علاقته المستقبلية بالدين وستزعزع إيمانه وستزرع فيه الشك في كل ما حوله.

واجب الأب أن يكون مجرد موجه لأبنائه في أمور الحياة كافة ومنها العبادات وبقية أمور الدين وألا يتصرف معهم على أن رأيه هو الحقيقة المطلقة التي لا عوار فيها ولا مثلمة ولا نقص، لأنه لا كمال لأحد من البشر وكونك أبا هذا لا يعني أنك أكمل من ابنك حتى ولو صغرت سنه، فقد يحرج الابن أباه بتفوقه عليه في أمر يرى الأب فيه نفسه على صواب.

إن محاولتك جعل ابنك نسخة منك هي مسخ لشخصية ابنك وحكم مبكر بإعدام شخصيته وتدمير مستقبله وتشويه نفسيته وجعله مهزوزا فاقدا الثقة في نفسه. فإن كنت متدينا أو شديد التدين مثلا فثمة مكونات في داخلك جعلتك على هذا النحو وقد لا تكون لدى ابنك تلك المكونات، إذن فمن الخطأ إجباره على السير في طريق هو لا يملك عدته.

أتمنى على الآباء ونحن في شهر رمضان أن يراعوا الظروف النفسية لأبنائهم وبناتهم وألا يجبروهم على تأدية العبادات بالصورة التي يؤدي بها الآباء، فلكل طاقته ورأيه وطريقته.

وتذكروا دائما أنهم «أولادكم لا عبادكم».

katebkom@gmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد