آراء ومقالات المزيد

حدث | إكسير الحياة - بقلم : فاطمة العسيلي

22/03/2019 12:50 ص
حدث | إكسير الحياة - بقلم : فاطمة العسيلي
**

ما أجمل أن نتحدث عن شيء جميل وراق كالحب... وما أروع أن نغوص في أعماقه ونبحث عن جواهره المتجسدة في الكون وتستمتع دواخلنا بروعته فهو استحالة خروج إنسان من قلبك وكيانك مهما بعدت المسافات وطالت السنين.

يتملك شغفه ذواتنا، مهما تعثرت العلاقات، يحن لهم الوجدان والفؤاد، تظل المشاعر نفسها وتتجدد وتزداد حينما تسمع صوت من تحب، وتشتعل وتثور دواخلك كالبركان المحموم عند لقياه.. وتتجمد كرات اللهيب عند فقدانه أو فراقه..

تنسى في وجوده ذاتك واحتياجاتك البشرية كلها..، تشعر وكأنك ملكت كل شيء ولا ينقصك شيء، دونه تجتاحك موجات الضعف فلا تتقوى الا بحبك له فتجد روحك تذهب إليه أينما كان..!

لا تحتاج من هذا العالم سوى أن تظل بجواره وتأبى جفونك أن تغفل في حضرته، تكتحل بنوره عيناك، وتمتلئ منه فرحا وبريقا يكاد يلامس السماء وتكاد أن ترعد من قوة فيضان مشاعرك فيخيل لك! أنها تمطر حبا وتسمع الكون يعزف ألحان الحياة، تتراقص النجوم والطيور والأشجار فتهيم فرحا وتصعد إلى السماء لمعانقة القمر وتنظر من هناك لترى الكون في حلة جميلة لم ترها من قبل...!

الحب الصادق لا يتغير ولا ينسى ولا يموت ولا يتأثر، هو ما يبقى بعد الزمن وعوامله، هو الدر في قاع بحارنا العميقة...

هو.. ألا تمل الحديث مع من تحب مهما طال، وتحب أن يشاركك كل شيء وتملكه كل شيء حتى روحك، لا تنتظر جزاء غير أن ينعكس ذاك الشعور الجميل على مرايا قلبك من كل الزوايا...

الحب.. كلمة ليست بالبسيطة ولا بالصعبة حيرت من عرفها وحرم من لم يعرفها، تذاق مدلولاتها ولا تفهم كغيرها، تحتاج عليما بالقلوب وخبيرا بدوائها وأدوائها..

هو.. كلمة تدل على معان كثيرة في عددها، عميقة في معناها، خالدة في ذكراها، واسعة في فحواها ملأت ما بين السماء والأرض بصداها، هو سمو الروح والكيان لدرجات الإحسان..

هو.. كلمة جمعت كل الأخلاق والمبادئ والقيم السامية..

هو.. رقي وارتقاء بالروح والنفس وغوص في أعماق الأرواح، قدر إلهي جميل، حالة تصيب القلب تستوطن خلاياه ولا تغادره مهما تعب أو تاه حتى وإن فقد سقياه..

هو.. كالروح تسري في دواخل البشر والخلائق والكائنات دافقة رقراقة، تمنحهم الحياة، وتعفيهم من فهمها، فنرى جماله في صورتها الحقيقية التي خلقت عليها، وبدونه تصاب الحياة بالضبابية فتختلط علينا معانيها وماهيتها فلا نعود نفهمها ولا هي تعود تفهمنا..!

fatmaalosily@gmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد