آراء ومقالات المزيد

حدث | استفيدوا من طاقات الشباب - بقلم : عبدالعزيز المطوع

21/07/2018 12:39 ص
حدث | استفيدوا من طاقات الشباب - بقلم : عبدالعزيز المطوع
**

إن للشباب دوراً كبيراً ومهماً في تنمية المجتمعات وبنائها، كما أن المجتمعات التي تحوي نسبة كبيرة من الفئة الشابة هي مجتمعات قوية، وذلك كون طاقة الشباب الهائلة هي التي تحركها، لذلك فالشباب هم ركائز أي أمة وأساس تنميتها وبناة مجدها وحضارتها وسر نهضتها.
من هذا المنطلق، فإنه كما للشباب دور، وعليهم واجب تجاه وطنهم ومجتمعهم، فإن الوطن والمجتمع لا بد أن يوفرا للشباب الظروف الكافية والمناسبة لتحقيق أكبر استفادة من طاقاتهم، فكما كان للجيل السابق من المسؤولين والمشرّعين بصمة في تمهيد الطريق للشباب، تمثلت في إصدار قانون دعم العمالة وقانون التأمين ضد البطالة، والذين بادروا وثابروا حتى تم إصدارهما، فإن المرحلة الحالية تقتضي المزيد من التخطيط لتمكين الشباب من إنشاء مشاريعهم الخاصة، بتوفير وسائل الدعم وسبل النجاح، ثم التخطيط لإقامة مؤتمرات علمية وورش عمل ونقاشات، من شأنها توسيع المشاركة، وتفعيل دور الشباب بدعم المشاريع الصغيرة، والتأهيل السياسي من خلال التشجيع على الانخراط الإيجابي في قضايا الوطن والمشاركة البناءة في الفعاليات السياسية كالانتخابات مثلاً.
وتعزيز الجانب الاجتماعي والثقافي والرياضي في حياة الشباب، بتوفير الدعم وإقامة المسابقات، وتذليل العقبات التي قد تعوق هذا التطور، ونشر الوعي الصحي، وأن تكون الرعاية الصحية والعلمية للشباب من أولويات الحكومة.
ومرد ذلك كله:
– إن علاقة التنمية بالشباب هي علاقة الفعل بالفاعل، فلا تنمية من دون شباب، وان من سمات شبابنا الطموح والجرأة والحماس، لذا وجب استغلال هذه الصفات لتحقيق نهضتها بالتنمية الشاملة، فالشباب هم عماد المجتمع وأساس تقدمه، فالدول المتطورة دائماً تُولي الشباب أهمية كبرى وتعطيهم أدواراً قيادية بعد توفير أفضل الفرص في التعليم والتدريب والتطوير، لكي يكونوا عناصر فاعلين قادرين على الابتكار، ذلك أن تركهم للفراغ والبطالة يسبب انجرافهم وشعورهم في المجتمع بأكمله بالاحباط.
– فالشباب هم عدة المستقبل وحالهم تبنى على صورة هذه المستقبل، فمتى كان واقعهم مشجعاً على العمل كان المستقبل واعداً مليئاً بالأمل، لذا فواجبنا جميعاً إعداد جيل مميز صحياً وفكرياً، علماً وعملاً، خلقاً وسلوكاً.
فإن الشباب هم طليعة كل مجتمع، وهم عموده الفقري، ومصدر قوته النشيطة الفاعلة، وتكتسب هذه الشريحة أهمية بالغة باعتبارها مورداً وطاقة بشرية ينبغي الاهتمام بها وتنميتها وتأهيلها في أفق قيامها بأدوار ريادية في مجالات متعددة للنهوض بالمجتمع في ظل تحدي التحولات والمتغيرات الحاصلة اليوم، من أجل المساهمة في التقدم والبناء، الذي هو غاية كل الشعوب، ومن أجل ذلك لابد من توفير بيئة صالحة لتشجيع الشباب، خالية من المحسوبية والعلاقات الشخصية، والمصلحية الضيقة وإعلاء قيم الكفاءة والمساواة وتكافؤ الفرص وتعزيز الإيمان الراسخ بمبدأ العدالة وإتاحة الفرص المتوالية لأمواج متلاحقة من الشباب الواعي القادر على العطاء، المؤهل بفعل توفير أفضل فرص التعليم والتدريب، فالاهتمام بالشباب هو مقياس المجتمع الفاعل، فهم الطاقة والإرادة والقوة، لذا يجب أن يكونوا على دراية ووعي كاملين بحقوقهم وبواجبهم أيضاً نحو مجتمعهم ووطنهم.
إن التمييز والمحسوبية والفساد والتهميش والجمود الثقافي والإيقاف الرياضي تؤدي إلى ظاهرة صعوبة التنافس الاقتصادي، وتشجيع الثقافة الاستهلاكية وفرضها على الشباب، كل هذه معوقات خانقة لا تسمح أبداً بتمهيد الطريق للشباب، ولا تبشر بقدرتنا على الاستفادة من هذه الثروة الهائلة، بل تضع الحواجز أمامهم وتكبح جماحهم وتكبت طموحهم.

القبس

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد