آراء ومقالات المزيد

حدث | اكتم سرك! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

20/06/2018 12:15 ص
حدث | اكتم سرك! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

الدنيا أسرار.. والسر إذا وصل الى اثنين ما عاد سرا!

الحياة قصيرة جدا ومعرفتها تحتاج منا وقتا طويلا.. ونصف الحياة حلم ونصفها حقيقة، نصفها نوم ونصفها عمل، وكثيرا ما تتداخل الأمور في بعضها إلى حقائق أو العكس، وهي بلا شك مليئة بالأسرار!

الصدور خزائن الأسرار، والشفاه أقفالها، والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل امرئ مفتاح سره!

رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أعطانا قاعدة ذهبية، قال صلى الله عليه وسلم: «استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود!».

قال تعالى في محكم التنزيل: (والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ـ النحل 19).

إذن حديثنا اليوم ومقالنا وسطورنا عن «السر وكتمانه»، إن كنت مؤتمنا عليه فالقول المأثور يقول: «صدرك أوسع لسرك من صدر غيرك»!

وبعضهم يغالون في القول: «ما كنت كاتمه عن عدوك فلا تطلع عليه صديقك»، وهنا لا يقصد الصديق الصدوق!

لداهية العرب عمرو بن العاص قول جميل يستحق أن تقرأه وتتفهم معانيه، يقول: «ما استودعت رجلا سرا فأفشاه فلمته، لأني كنت أضيق صدرا منه حين استودعته اياه حين أفشاه!».

في مشهد الحياة هناك «أسرار كثيرة» منها ما يقال، وكثير منها غير قابل للتداول والإفشاء!

أبو تراب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:

لا تفش سرك ما استطعت الى امرئٍ

يفشي إليك سرائرا تستودعُ

فكما تراه بسر غيرك صانعا

فكذا بسرك لا محالة يصنعُ

قال تعالى: (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ـ طه 7).

وأنا أكتب تذكرت لغاندي قولا جميلا: «كنت أرفض دائما أن أعمل في السر عملا أخجل من القيام به في العلن».

اليوم اذا ائتمنت على سر فلا تطلع عليه أحدا ولا تبحث وتدقق كثيرا لمعرفة أسرار الناس حتى لا يفشى سرك!

في السر وكتمانه احذر ذا الوجهين، واحفظ للناس أسرارهم تسلم.

٭ ومضة: الشاعر القروي اللبناني له أبيات شعر عجيبة يقول:

أغضب صديقك تستطلع سريرته

للسر نافذتان: السكر والغضب

ما صرح الحوض عما في قرارته

من راسب الطين، إلا وهو مضطرب

٭ آخر الكلام: يقولون: «من عرف نفسه لم يضره ما قاله الناس فيه»، احرص على عدم إخراج سر تم ائتمانك عليه، فهو وديعتك، فكن «الصندوق الأسود» في الطائرة، تسجل الاحداث وإن لزم الأمر تقوم بإخراج المعلومة خدمة للحقيقة لا أكثر ولا أقل.

٭ زبدة الحچي: الحياة مليئة بالأسرار، منها ما هو مباح، ومنها ما هو محظور، وهناك أسرار غامضة هذا بين الأفراد، وهناك أسرار دول وحكومات وشعوب، ومهن وأجناس!

أنا لا أتكلم هنا عن «أسرار» المسلسلات والتمثيليات والأفلام، وإنما عن «دنيا الأسرار»، والسر وكتمانه، وأكثر أسرار الإنسان شيوعا هي أسرار النساء، لأنها باختصار تركن الى العاطفة فتقول ما في داخلها!

هناك أسرار مختلفة ومنوعة وذات أطراف، وهكذا هي الدنيا نفسها «كنز من أسرار» لا حد له!

أسراركم خبايا نفوسكم فاحفظ سرك كما يقولون في بئر!

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد