آراء ومقالات المزيد

حدث | الأقلام الصحافية - بقلم : عادل نايف المزعل

20/06/2019 12:19 ص
حدث | الأقلام الصحافية - بقلم : عادل نايف المزعل
**

أتعجب أشد العجب من بعض الأقلام الصحافية التي نقرأ لها كل صباح، فهي لا تتبنى قضايا الوطن بشفافية ولا تدرك أهمية الكلمة التي يكتبونها كنور يسطع ينير الطريق أو معول هدم يهدم الوطن على بنيه، تجدهم سائرين في غيهم يقولون ما لا يفعلون وما لا يؤمنون، يبيعون أقلامهم لمن يدفع، ولاءاتهم تتحول من النقيض إلى النقيض، ومن الأبيض إلى الأسود، يحولون التراب ذهبا، والذهب إلى تراب، أين قضايانا من اهتماماتكم؟! أين مشكلة البطالة من أرشيفكم؟!

تلك المشكلة التي تعصف بكل بيت كويتي كيف، يقضي أبناؤنا سنوات دراستهم في كد وجهد واجتهاد ثم يتحولون إلى الضياع فينزوون في البيوت، ينامون نهارا ويسرحون ويمرحون ليلا لا عمل يضبط سلوكياتهم ولا دوام ينتظرهم ولا أمل في غد يدعوهم إلى الالتزام والعمل، فأين العمل الذي به يعملون؟ وأين الرسالة التي يحملونها فترتفع معدلات جرائم العنف جراء الفراغ القاتل الذي يعيشونه وانتم عنهم لاهون؟ لم تحظ هذه المشكلة باهتمامكم ولم تشرحوا أسبابها وفشلت الحكومات المتعاقبة في حلها أو وضع خريطة طريق للانتهاء منها، ولم تتحدثوا عن آثارها الضارة على المجتمع وعلى الأسرة وبنيانها، بل انصرفتم إلى ما هو أدنى والأعلى في سلم اهتماماتكم تكيلون المديح لوزير فشل في إدارة وزارته يفاجئ الناس كل يوم بقراراته الجهنمية التي تكشف عن التخبط والجهل الذي يعشعش في وزارته والتخلف الذي يسيطر على عقول بعض مستشاريه، لم تفهموا آليات وأدبيات النقد في إظهار المحاسن والمثالب ووصف الداء والدواء، ليست الكتابة مهنة من لا مهنة له إنما هي خلق والتزام وأمانة في التناول والطرح وليست الكتابة لشغل الفراغ وملء الصفحات بكلام لا معنى له ولا طائل من ورائه، إنني أدعو أصحاب الأقلام الشرفاء أن يتبنوا قضايا الوطن بالشرح والتحليل مثل القضية الأمنية في البلد والصحة والتعليم والاقتصاد والفساد وارتفاع الأسعار، تبنوا قضايا الشباب والأسرة والمجتمع ولا نبقى أسرى بعض المعارضين وبعض النواب وأطروحاتهم في إدارة الأزمات ووضع الحلول، نريد أن يبزغ فجر جديد على الكويت قائم على الرؤية الصحيحة لمشاكل هذا الوطن، فلكل داء دواء فأمانة الكلمة هي الضمانة الوحيدة للديموقراطية، فأعيدوا للأقلام هيبتها وللكلمة رونقها ووظفوا جهودكم وأقلامكم لخدمة الوطن فالكويت تستاهل منا الكثير والله لا يغير علينا فيها إلا بالأحسن.

قال الشاعر:

عليك بالصدق يا مخلوق يا إنسان

بالصدق تكسب رضى الباري وغفرانه

لا ترضي الناس فيها يغضب الرحمن

من سار بالصدق ما يمنى بخسرانه

اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها والمسلمين من كل مكروه، اللهم آمين.

Adel.almezel@gmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد