حدث | الأم العزباء - بقلم : صلاح الساير
14/12/2018 12:49 ص
كاتب 1
**
نقول في الأمثال (أبو متيح مدور الطلايب) وأبو متيح هو الشخص الباحث عن إثارة المشاكل.
وفي عموم المجتمعات «الشرقوسطية» يمكن ملاحظة كثرة الأمثال التي تضرب عن ميل الانسان «الشرقوسطي» إلى تضخيم الحدث وخلق المشكلات وتحويل الأمور الاعتيادية إلى مناسبة للبكاء والعويل والشكوى، بعكس ما يحدث في المجتمعات الأخرى التي تجرى بها مثل هذه الأمور على نحو طبيعي، فلا تستدعي التوقف عندها.
ومن تلك الأمور الطلاق أو الانفصال بين الزوجين وهو أمر يتكرر في سائر المجتمعات دون ان يتحول إلى مشكلة قومية يتنادى الجمع إلى بحثها وتعقد لأجلها المؤتمرات ويدعى إليها الضيوف.
***
انفصال الزوجين وانتهاء الزواج أو الطلاق أمر بغيض ويتناقض مع فكرة الحياة الزوجية المبنية على المحبة المشتركة والتفاهم والرضا. بيد ان الانفصال قد يحدث لأسباب كثيرة ومختلفة ولا يعني نهاية طرفي الزواج أو دمار الحياة الشخصية لأي طرف أو (ضياع الأبناء) مثلما يروج العديد من (الخبراء التربويين العرب) الذين يرددون هذه الاسطوانة المشروخة ليل نهار فيربطون بين الانفصال ومشاكل النشء وسوء سلوك الأطفال، لتحيط الشكوك والنظرات المريبة بالأطفال الأبرياء نتيجة للتحليل الخائب المتولد من فكر تقليدي مترهل يسوق مقدمات يجهلها.
***
ملايين العباقرة والمبدعين والقادة والمواطنين الصالحين في كل بقاع الأرض عاشوا في أكناف أسر أحادية العائل (أم أو أب) بسبب الموت أو الطلاق أو الانفصال أو العمل خارج الدولة أو لأسباب أخرى.
كما يوجد في العديد من المجتمعات الحية لقب (الأم العزباء) التي رزقت بأبناء سفاح (دون زواج) فتولت تربيتهم ولم يتحولوا إلى مجرمين بسبب ولادتهم خارج مؤسسة الزواج.
لهذا يتمنى المرء على السادة خبراء التربية العرب ان يكفوا عن هذه التحليلات الخائبة التي لا تقدم حلولا حقيقية للمشكلات التربوية التي يواجهها النشء والناجمة في معظمها عن التربية الفاسدة التي تتم بمباركة الوالدين (!) ولا علاقة لها بالطلاق المظلوم.
www.salahsayer.com
@salah_sayer
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع