**

يقال إنه منذ سنوات كانت وزارة المعارف، وزارة التربية حاليا، توزع الكراسات المدرسية للطلبة وقد كتب على غلافها إرشادات صحية لتعليم الطلبة المبادئ الصحية الأساسية لحفظ صحتهم، فقد كانت هذه أفكار السابقين قبل ظهور الإنترنت وقبل ظهور الكورونا والأوبئة والأمراض الأخرى وقبل التطور الكبير في الصحة المدرسية.

أعتقد أن المدارس الحديثة والمدرسين والمدرسات من الأجيال الجديدة بإمكانهم جعل المدارس مراكز إشعاع لتنوير الطلبة بالسلوكيات الصحية وأولها وأهمها غسل اليدين جيدا واتباع الإتيكيت عند العطس أو الكحة والالتزام بالتغذية الصحية داخل المدارس مع عودة الدور التثقيفي للصحة المدرسية انطلاقا من غلاف الكراسات المدرسية دون صخب.

إنني أذكر ذلك بمناسبة انتشار كورونا المستجدة وغيرها من الأمراض والأوبئة في العالم والتي يحتاج التصدي لها بالتوعية ولو بأبسط الإمكانيات دون نشر أفلام أو فيديوات أو رسائل مبالغ فيها فنيا إذ يحتاج محتواها العلمي إلى التدقيق المستمر من المتخصصين، فقد كانت رسائل التوعية على غلاف الكراسات المدرسية مباشرة ومؤثرة وتصل من الطلبة والمدرسة إلى جميع أفراد الأسرة وتؤدي الغرض المطلوب منها.

إن البذخ الآن في إعداد وتوزيع أفلام ومواد توعية لم يدقق محتواها العلمي من المتخصصين قد تكون أقرب إلى تسويق شركات الدعاية والإعلان بعيدا عن المحتوى العلمي الهادف، بالإضافة إلى نشر معلومات غير دقيقة أحيانا. ولكنني أرجو أن يجد ذلك صداه الإيجابي لدى الدكتور سعود الحربي وزير التربية الذي كنت أعرفه عن قرب في لجان الأنشطة المدرسية المشتركة بين وزارتي الصحة والتربية، فهو مسؤول وخبير في الوقت نفسه. ويجب على كل مدير أو مديرة مدرسة مسؤولية متابعة الأحوال الصحية الوقائية في المدارس وكيفية توفير البيئة الصحية لمكافحة الأوبئة وحماية فلذات أكبادنا من الأمراض.

ولابد من نشر المعلومات الدقيقة عن الأمراض وكيفية انتقالها وتجنبها لحماية أبنائنا وجميع أفراد الأسرة من الإصابة بها حيث إن المدارس يقع عليها عبء كبير في حماية الأجيال القادمة والحفاظ على صحتهم، فهم عمود الوطن، وبصحتهم يمكن تحقيق الأهداف المرجوة لتطوير الوطن وحفظ أمنه واستقراره.

الأنباء