آراء ومقالات المزيد

حدث | الإنسان «البلسم»! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

19/09/2018 08:59 م
حدث | الإنسان «البلسم»! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

هو.. إنسان أعطاه الله القبول في الأرض فكان بلسما!

وهي إنسانة أعطاها الله القدرة على أن تكون قاضية حاجات الإنسان فكانت بلسما!

إذن «البلسم» هنا المقصود به «الدواء الشافي»!

في الحياة وجدناهم «بشرا في اثواب الملائكة» عفة وطهرا وأخلاقا، فهم والله بلسم!

هو.. حمل «صيت المجد» وبنى عليه اضعافا مضاعفة، فهو رافع شأن أسرته وعائلته وأصدقائه وربعه وجيرانه وموظفيه وكل أحبابه ومعارفه!

وهي.. ذات اخلاق، وتواضع جم، وكرم وحبابة، بلسم لكل من يعرفها او يقصدها فهي بلسم!

قرأت ان «البلسم» عبارة عن نوع من النبات المزهر موجود في نصف الكرة الشمالي يحتوي على جلدة سميكة طاردة للمياه ولها ملمس دهني، وتحجز فقاعات صغيرة من الهواء فوق وتحت سطح الورقة، مما يمنحها لمعانا فضيا عندما تكون الورقة تحت الماء.. وهذا بالضبط ما يفسر لنا «الإنسان البلسم»!

انه مزهر بأفعاله واقواله ونادر وطارد لكل قبيح ومهين، يعطي الأكسجين لمن حوله، ويلمع أكثر من الذهب والفضة.

أختصر لكم فكري في الإنسان البلسم انه باسمه يحمل معاني «الراحة»!

اسم يوحي بالشفاء والدواء، ويكره إيذاء الآخرين، انه: Balsam!

ومضة: أنا اعتبر اليوم «الكلمة الطيبة» هي بلسم لعلاج كثير من التدخلات والمواقف خاصة عندما لا تستعلي على البشر وتعاملهم من غير طاووسية!

ان فتح «نوافذ الإنقاذ» للناس قبل الابواب يجعلك محبوبا وبلسما لأن الناس اليوم تحمل هموما كثيرة لا يحصيها الا الله عز وجل، وادخال ضوء الشمس في حياة الناس يسعد الناس.

لسانك هو «البلسم» فلا تجعله حادا على غيرك، ولعل تعاسة الناس اليوم «سوء» بعض الألسنة، فلم لا نجرب الكلمة الطيبة وهي «بلسم» معالج لكل ما يكدر صفو الحياة!

آخر الكلام: البلسم الشافي تجده في كتاب الله القرآن الكريم، فالقرآن هو الشفاء خاصة بعد تزايد «أذى الجن» وشياطين البشر في عصرنا لضعف الدين بعدما قويت شوكة المعادين لاستخدام القرآن في علاج الناس، وخذ مثلا الرقية الشرعية التي تعالج ما لم يقدر عليه الطب!

زبدة الحچي: إذا احب الله يوما «عبده» ألقى عليه محبة الناس فكان بلسما!

في سورة «طه» الآية 39، يقول الله عز وجل: (وألقيت عليك محبة مني).

ايها القارئ الكريم: وزع حبك على الناس «تستعبد» قلوبهم وخذها «حكمة»، الله عز وجل يبارك للذين يزرعون الحب في قلوب الناس.

لهذا قالوا: الإنسان «المحب» انسان سعيد لأنه هرب من سجن «الأنا» المتضخمة!

اقرأوا هذه الابيات للشاعر الحكيم إيليا أبو ماضي:

أيقظ شعورك بالمحبة ان غفا

لولا الشعور، الناس، كانوا كالدمى

أحبب فيغدو الكوخ قصرا نيرا

أبغض فيمسي الكون سجنا مظلما

أيها القارئ البلسم:

أيتها القارئة البلسم:

أعط نفسك مساحة للتأمل واسأل نفسك سؤالا: لم لا أكون بلسما؟

وتذكر قبل ان تغادر قراءة هذه المساحة ان الحب يلهينا عن الاخطاء، اما الكراهية فتعمينا عن الحقائق!

يا الله.. الكراهية رماد العاطفة.. لا تضيع لحظة من عمرك في التفكير في أولئك الذين تبغضهم.. وكل امرك الى الله عز وجل وقل: حسبي الله!

اقولك شيئا قبل ان أودعك وتودعني: الحب الحقيقي هو هذه الحالة التي تصبح فيها سعادة شخص آخر ضرورية لك!

ختاما: لا يوجد علاج للحب الا ان تحب أكثر، وكلما «أحببت» الناس أحبوك وأخلصوا لك، اللهم الا «عديم الضمير» الفاسد!

سهل جدا ان تكون كريها مغضوبا عليك، والعكس صحيح، فاعمل في دنياك ما تحصده لآخرتك.. لا تكن جبارا في الأرض!

يبقى السؤال: وينه؟

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد