**

y.abdul@alanba.com.kw


في كل سنة لي سفرة قبل رمضان وأُخرى قبل الحج!

مملكة البحرين لها في نفسي مكانة خاصة تنعكس تقديرا ووفاء لهذا الشعب الشقيق الذي نرتبط به بصلات القربى والدم والنسب وعبق تايلوس ودلمون وأوال!

من الشعوب التي أحبها شعب البحرين، فالجذور ضاربة في التاريخ وتعكس روح الأصالة والمحبة والتواصل وأيضا التجانس!

ذهبت إلى مملكة البحرين في عمل خيري وسعدت بالالتقاء بمجاميع من الكهول والشباب وكانت البحرين غارقة في استقبال الشهر الفضيل، فاللوحات الإعلانية الخيرية مرفوعة في الشوارع تذكّر الناس وتدعوهم الى التراحم والتواصل والتكافل، خاصة أن شهر رمضان على الأبواب.

رمضان في البحرين له نكهة خاصة وتعامل روحاني وذكريات جميلة يستمتع بها أهلنا في مملكة البحرين خاصة أني وصلت قبيل ليلة المنتصف من شعبان، وهذا يذكرهم بقرب شهر الصوم واستعداداته، خاصة أن شعب البحرين له طقوسه الخاصة به واستقباله بكل فعالياته ونمطه ومتعلقاته!

أجواء رمضانية

يعتبر أهل البحرين شهر رمضان فرصة مواتية لإحياء واسترجاع عاداتهم وتقاليدهم التي يتميز بها الشعب البحريني عبر أجياله المتعاقبة وهم لهم عادات أصيلة تجسد المحبة والتواصل الديني والاجتماعي وتنم عن التجانس في هذا المجتمع القريب جدا من المجتمع الكويتي وعاداته وتقاليده، كانوا في السابق يقولون: (حياك الله يا رمضان.. أبا القرع والبيديان)!

في رمضان يحب أهل البحرين (الخنفروش - الزلابية - وقرص العقيلي ويسمونه (الطابي) - واللقيمات - والبلاليط).

في رمضان إن (حطوا لك تشريبة صافي أو هامور) شيء عجيب!

ما زال كثير من عيالهم يلعبون (الخشيشة - ظلالوه - دودوا وهتوا - الصعكير - المعشال - الجدير)، وغيرها من الألعاب الشعبية.

سررت في الأيام الثلاثة التي قضيتها في البحرين عند (أهلنا الكرام) وسرني أنني وجدت أنهم يقاومون عوادي الزمن ليحافظوا على إحياء عادات وتقاليد راسخة تجسد قيم المحبة والتواصل والتعايش والتجانس، وجولة في أنحاء مناطق مملكة البحرين تستشعر عبق الأجواء الإيمانية القادمة مع قدوم شهر رمضان الفضيل، وقد سرني زيارة مركز ومسجد ابن الجزري في الرفاع برفقة الشيخ أبوعمار عبدالجليل الأنصاري.

«روتانا أمواج»

جزر أمواج الاصطناعية في شمال شرق مملكة البحرين وبالقرب من مدينة المحرق التاريخية أراها مشروعا ناجحا ورائدا على مستوى المنطقة.

أنا أعتبر كل هذه المشاريع مثل دبي النخلة وغيرها من المشاريع المشابهة هي مدن ذكية تخلق من العدم.

المشروع يصلح للعائلات الباحثة عن الهدوء وجمال البحر ويقدم مسابح وبه ناد رياضي وعلاج مساج عطري وألعاب مائية وسلسلة مطاعم منوعة وخيارات لتناول الأكل المختلف!

لا يطوفكم تجريب المياه الكريستالية الصافية هناك في مبنى مذهل بتصميمه ومرافقه، خاصة النوافير الراقصة بألوان الطيف!
فندق متميز يقدم للنزيل كل الاختيارات ليحوز رضاه في آخر الأمر.

أنا شخصيا أحب هذه الجمعية غير المسيسة التي تخدم القرآن الكريم ولا عجب إن فازت بأكثر من جائزة قرآنية في العالم لجهودها في خدمة كتاب الله بفضل جهود رئيسها الأخ اسحق الكوهجي - أبو أنس وكوكبة العاملين معه. ما يعجبني في هذه الجمعية العمل المستمر لربط الشعب البحريني بكل فئاته بكتاب الله وإرشاد الطلاب والطالبات لسبل الرشاد والمعالي وتيسير حفظ القرآن وشرحه وتعليمه وتلاوته وتجويده والعمل بتدريس القرآن لغير الناطقين بالعربية.

لقد شهدت جمعية خدمة القرآن الكريم في عهد رئيسها الفذ اسحق الكوهجي وإخوانه أعضاء مجلس الإدارة المكانة المرموقة.

أنا أنصح المحسنين الكرام في مشارق الأرض ومغاربها بدعم هذه الجمعية المباركة التي تخدم القرآن الكريم.. وهل هناك شرف أرفع من هذا التكليف؟

لقد سرني جدا فوز جائزة سيد جنيد عالم الدولية للقرآن الكريم والتي كرمت في الكويت في 21 أبريل عام 2017 وقد كرمها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد - قائد الإنسانية لجهودها في خدمة كتاب الله .. والله يستاهلون أقلها دعاؤكم!

في ديوان الظهراني

هاتفته حاملا له رسالة من والدي العم الشيخ سلطان بن سلمان بن حثلين، أطال الله في عمره في صحة وعافية، فقال: أهلا وسهلا على الرحب والسعة!

الذي يزور البحرين ولا يلتقي مع العم الشيخ خليفة أحمد الظهراني رئيس البرلمان البحريني السابق، فاته خير كثير!

الرجل ليس بالغريب عليّ فأنا حظيت بلقائه أكثر من مرة في العزاء وفي الفرح وأعرف تاريخه المشرف وأعي تماما (فكر) هذا الرجل الذي غطت سيرته المضيئة صفحات التاريخ في مملكة البحرين الشقيقة.

والعم الأستاذ خليفة أحمد الظهراني - بومحمد - واحد من رجالات البحرين المعدودين الذين انبروا بكل طاقاتهم منذ الشباب لخدمة وطنهم وشعبهم وقضى سني عمره في البذل والعطاء الوطني!

لذائذ ظهرانية!

استقبلنا في ديوانه العامر وكان يرافقني الأخ الأستاذ عبدالجليل الأنصاري - بوعمار - ودخلنا ديوانه العامر في الرفاع ليستقبلنا ونجله أحمد وأثناء (حلو الحديث معه) باشرنا بأطباق من (لذائذ البحرين الظهرانية) - ما شاء الله - طعام طيب كصاحبه وصانعه، وقد باشرنا نجله أحمد - الله يعلي مقامه بالمباشرة (بالتلقيم) وندمت على أنني تناولت إفطاري في الفندق لأن الأكل المقدم شيء عجيب من البلاليط والتمرية بالايقط والخنفروش وما لذ وطاب من الأكلات البحرينية التي تمتاز بنكهتها الشهية!

أكلنا قطعا من الكيك كأنه (قرص عقيلي) فظيع بطعم الزعفران فيما عبق البخور سيطر على المكان في ديوانه العامر.
شخصية فذة

العم الجليل خليفة الظهراني انتخب رئيسا لمجلس النواب 2000 - 2006م وأعيد انتخابه بالتزكية رئيسا لمجلس النواب 2006 - 2010م وهو أيضا شغل عضو مجلس الشورى 1992 - 2002م وأيضا كان عضوا في المجلس الوطني 1973 - 1975 ورئيسا للأوقاف السنية 2001 - 2002 ونائب رئيس لجنة الفرز والتحكيم التابعة لوزارة العدل والشؤون الإسلامية 1992 - 1996 وعضو مجلس إدارة أموال القاصرين 1992 - 2002م، إضافة الى خبرات تراكمية في اللجان والشعب البرلمانية، كما أنه حظي برئاسة وإدارة حوار التوافق الوطني 2011.

كما أنه حظي برئاسة نادي الرفاع الغربي سابقا وتولى الرئاسة الفخرية أيضا لصندوق الرفاع الخيري وجمعية خدمة بيوت الله وجمعية رعاية المصحف الشريف وجمعية أمراض الدم الوراثية (السكلر) وعضو مؤسس في دار المنار لكبار السن وعضو مؤسس في جمعية العائلة.

شكراً.. جمال جاسم زويد

أشكر أخي الأستاذ جمال جاسم زويد وهو من مواليد مدينة المحرق عام 1965 على إصدار كتاب العم خليفة الظهراني وهو بهذا العمل خدم الأرشيف البرلماني لهذه الشخصية البحرينية التي ملأت الإعلام بإنجازاتها، وأرى أنه من القلة الأوفياء النادرين في هذا الزمن، وقد أعجبني المؤلف لأنه وثق أعمال شخصية غير عادية ساهمت في صنع الإنجازات والقوانين.. فشكرا جمال زويد - على هذا الكتاب القيم.

سيف مجرب

قد يكون كلامي وسطوري لا ترقى إلى (قامة العز) المتمثلة في هذه الشخصية البحرينية التي جمعت المحامد كلها وكتاباتي عنه اليوم ما هي إلا جهد المقل وفاء لقامته الشامخة والتي أحببت أن أطلع قارئي عليها تلميحا، فمثل هذه الشخصيات مقياس دقيق لقدرة المجتمعات العربية على إنجاب الملهمين والقادة خلال تعمير الأوطان!

خليفة أحمد الظهراني (اعطيت القوس باريها) وهو بالفعل من القادة الذين تلتقيهم ويتركون في نفسك الأثر الكبير ولعل في عرضهم على الأجيال ما يحفظ لنا تاريخنا وقادتنا وهويتنا.

قارئي الكريم.. أرجو أن تعذرني على تقصيري إن أخفقت في عدم إبراز هذا الرجل الذي أعتبره من القمم!

ومعروف في تاريخ الرجال أن الهمم الكبيرة هي التي تشق الطريق لمن بعدهم.. ليبقى البرلمان البحريني توأما لمجلسنا النيابي في التاريخ المشترك.. ويبقى التاريخ يسجّل محطات العظمة والعظماء!

الأنباء