آراء ومقالات المزيد

حدث | التعليم.. حان الوقت لوقفة جادة - بقلم : غدير العبدلي

14/08/2020 12:30 ص
حدث | التعليم.. حان الوقت لوقفة جادة - بقلم : غدير العبدلي
**

كشفت لنا أزمة فيروس كورونا العديد من النقاط التي كنا نغفل عنها، وفي مختلف المجالات، من أبرزها ما ظهر في الجانب المتعلق بالتعليم بمختلف مستوياته، فللأسف اكتشفنا أننا متمسكون بشدة بنظام التعليم التقليدي، الذي يعتمد الحفظ والتلقين من الكتاب الورقي، والحضور والغياب، وغير ذلك من الوسائل المتبعة في هذا النظام الذي حان الوقت تغيرها.

منذ نهاية القرن الماضي تقريبا بدأ العالم في التخلي عن التعليم التقليدي، واستبداله بنظام جديد يعتمد على التفاعل والمشاركة الجادة من المتعلمين باختلاف مستوياتهم، وصولا إلى التعلم الذاتي، وهو أن يكون الشخص قادرا على أن يكتسب المعلومات والمهارات بنفسه من خلال عدة طرق مختلفة.

وقد أجمع الخبراء على أن التعلم الذاتي يضيف مميزات عديدة للشخص، ليس على مستوى التعليم فقط واكتساب المهارات، وإنما فيما يتعلق بتكوين الشخصية والقدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات وغيرها من السمات الإيجابية التي تتشكل تدريجيا خلال رحلة بحث المتعلم عن المعلومة، والتي قد تصادفه خلال هذه الرحلة مجموعة من الصعوبات التي تتطلب التفكير والتأني والبحث عن الحلول المباشرة والمبتكرة.

كما يتمتع هذا النظام من التعليم بمجموعة من المميزات غير المتوافرة في نظام التعليم التقليدي، أبرزها أنه يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، إتاحة الفرصة لاستخدام أساليب وأنشطة جديدة، وإعطاء حرية اختيار الوقت المناسب للتعلم، فضلا عن إتاحة الفرصة للتعلم لمختلف الشرائح والأعمار دون اشتراطات معقدة.

وعلى مستوى الكويت، نجد أن بعض المؤسسات بدأت في تطبيق جزء من هذا النظام التعليمي، عبر تكليف الطلبة بأداء مهام معينة أو مشاريع في مجالات بعينها، إلا أنهم مازالوا بعيدين كثيرا عن «التعلم الذاتي»، الذي يتطلب توفير منظومة متكاملة تستطيع تحقيق أهدافه بالشكل المطلوب، ومن ثم الحصول على المخرجات السليمة، وليس مجرد مشروع يقوم به الطلاب، يلجأ البعض إلى نقله من الإنترنت أو تنفيذه في «مكتبة الطالب» بمقابل.

واقع التعليم في الكويت يحتاج إلى وقفة جادة، ودعونا لا نعيد ترديد مجرد كلمات أكل عليها الدهر وشرب تطالب بتغيير المناهج أو تحويلها لمناهج إلكترونية أو غير ذلك، ما نحتاج إليه هو أن يعيد رسم سياسات التعلم وخبراء التخطيط التربوي في الكويت النظر في الأساليب التي تسيّر نظام التعليم الحاضر، وأن يستشرفوا خصائص نظام تعليم مبتكر، يؤهل الجيل القادم للتعلم الذاتي المستمر، الذي طالما أوصت به المؤتمرات العالمية، ويؤدي إلى اكتساب مهارات تعلم العصر الحديث.

هذا ما يحتاج إليه أبناؤنا في المستقبل القريب لكي يظهروا ما لديهم من إبداعات وأفكار من شأنها أن تحقق طموحاتهم وتطلعاتهم، وتساهم في نهضة وعلو هذا الوطن الحبيب، والفرصة الآن سانحة تماما، فعلينا أن نستغل أزمة فيروس كورونا وأثرها على العملية التعليمية كفرصة لإعادة رسم سياسات التعليم، فقد حان الوقت.

Ghadeer.r.alabdali@gmail.com
 
الأنباء 

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد