آراء ومقالات المزيد

حدث | الجمالُ حيثما حلَّ - بقلم : د. سعود محمد العصفور

15/12/2018 01:11 ص
حدث | الجمالُ حيثما حلَّ - بقلم : د. سعود محمد العصفور
**

قُلْتُ:
 
في عيونكَ وَهْجُ الأملْ
في رباها أَكْتـَـحِلْ
في بريقها ألمحُ فجري
في رياضها أَرْتَحِلْ
امتطي صهوةَ أُنْسِـي
في سماها اشْتَمِلْ
 
الجمال حيثما حل، والروح حيث تهوى ولا تمل، والعين تعشق أحياناً، والقلب على إثرها يخفق ألحاناً. إنك في واحة وارفة الظلال إذا ما تعشَّقت الجمال في كل موطن، وقلَّبت فكرك في سرحات الخيال، فالسماء لها جمالها نهاراً إن سَبَحَتْ في فضائها قشعات السحاب وشكلت تآليف جميلة يعجز الرسام عن مماثلتها، والليل زينة في سكونه، في نجومه وبدره الدَّجي.
 
والأرض إذا ما اخضرت بما انهمر من ماء القطر على الآكام والظراب، وانثال الطل في عروق نبتها امتزاجاً، حتى إذا ما ازدان وقد كان كامناً بباطنها بذوراً، خرج ينفض عن هامِه التُرب وتنفس عبق النسائم اخضراراً ورونقاً، ومالت أغصانه ومادت تيهاً وزهواً، ذاك الجمال حيثما حل.
 
وغدت الأطيار فرحة هزجة، ترفرف بأجنحتها صمت الهواء، تتنقل من غصن يَبِسٍ لآخر رطيب، لها في كل تغريدة نغم وشجن، رواية جديدة نسجتها خيوط الفجر لحناً يهاتف الأرواح، يأسرها جذباً، يدخلها عالم الخيال، ذاك الجمال إذا ما حل.
 
نادلة الحي أقبلت، وقد توشحت أثواب الطهر والعفاف في بساتين الربيع المورقة، تبسم تارة فتذهل بمبسمها عقول الجالسين على أرائك خيامهم، وعيونهم شاخصة لظفائر شعرها وقد انسدل على كتفيها كوهج الصباح، تعزف بأناملها لحن الخلود، قالت في همس وغنج: إننا اليوم في رحاب مأدبة عامرة، من نال حظه حاز المنال.
 
بهجة النفس لها نصيبها الوافر، يكاد الفرح يقطع أوداج سكونها، يحيل المكان حولها إلى صخب يكاد يُسمع، كلمات تسابق معانيها نسجاً وسبكاً، شدو الأوتار الشجية، قيثارة تأخذك جبراً إلى فضائها، إنه الجمال حيثما حل، عانق الأرواح، تسلق الأفكار، جال بالأحاسيس حتى لامس أُسها.

dr.al.asfour@hotmail.co.uk

القبس

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد