حدث | الحرب وحديث السفير الأميركي - بقلم : د. هيلة حمد المكيمي
20/05/2019 12:34 ص
كاتب 1
**
تداول الكويتيون اخيرا مقطعا قصيرا لفيديو يتحدث فيه السفير الأميركي لدى الكويت سيلفرمان حول طبيعة التصعيد الأخير مابين الولايات المتحدة الأميركية وايران، وكان ذلك في احد الدواوين الكويتية وخلال زيارة في اطار جولته الرمضانية على عدد من الدواوين. والحقيقة ان السفير سيلفرمان من الشخصيات العاقلة والمتزنة ويتحدث العربية بطلاقة، فلم يكن بحاجة لترجمة وكان من الأفضل ان يتحدث العربية مباشرة لطلاقته بها، كما جاء تحليله لذلك التصعيد الأميركي- الايراني في اطار عقلاني، واضعا اياه ضمن التلويح باستخدام القوة كأحد وسائل الضغط المعروفة في لغة السياسة الدولية، بهدف تحقيق الأهداف بدلا من الاشتباك بحرب حقيقية، حيث تسعى اميركا لمراجعة الاتفاق النووي والذي ترى الادارة الأميركية الحالية بانه لا يخدم مصالحها، وما قامت به الادارة الأميركية السابقة هو فقط تأجيل الأزمة بدلا من حلها بشكل جذري، حيث لم يمنع الاتفاق امتلاك ايران للسلاح النووي الا انه اجل تحولها الى قوة نووية بعض الوقت، وبذلك فقد اخل بالتوازن المفقود في اقامة منظومة امنية مستقرة في منطقة الشرق الأوسط؟ والحقيقة ان الغاء عدد من الاتفاقيات الدولية او الترتيبات الاقليمية من قبل الرئيس دونالد ترامب ليس بالشيء الجديد، ومنطقة الشرق الأوسط ليست استثناء كما يعتقد البعض، فقد فعل ذلك مع كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والصين واليابان، ولم يكن هناك استثناء مابين الحلفاء والمنافسين والأعداء، الا ان منطقة الشرق الأوسط تكتسب اهمية خاصة كونها منطقة ملتهبة بطبيعتها ما يستوجب ادارة عاقلة وحكيمة للامور، وقد ادى فشل السياسات الأميركية في هذه الملفات الى تزايد النفوذ الايراني في عدد من الدول العربية بدءا ببغداد ودمشق وغزة واليمن وغيرها من مناطق الصراع الطائفي، وذلك الاعتبار المهم الذي يجب ان تضعه الادارة الأميركية في تعاطيها مع الملف الايراني بدلا من احادية النظرة والمتمثلة في ارضاء اسرائيل التي تعيش في حالة تنافس امني مع ايران.
ان تحقيق المنظومة الأمنية في منطقة الشرق الأوسط يتطلب اقامة سياسة متوازنة مع جميع الدول لاسيما الدول الاقليمية بدلا من سياسة المحاور والتي اثبتت فشلها، كما ان السلام يتطلب دعم الخطط التنموية الهادفة الى تعزيز جميع مؤسسات المجتمع المدني وتمكين المرأة ومحاربة التطرف والكف عن دعم بعض الجماعات بهدف التغيير الثوري والذي عادة ما يكون على حسابات التنمية العربية حيث سرعان ما تعود تلك الدول الى المربع الأول بمزيد من التخلف والأنظمة الدكتاتورية، في حين ان دعم خطط التنمية يفضي بطبيعته الى التحول التدريجي للانفتاح السياسي والانتقال الديموقراطي وتعزيز مدنية المؤسسات السياسية. والى حديث اخر.
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع