آراء ومقالات المزيد

حدث | السياحة الكويتية «ضرورة» أوجبتها «كورونا»! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

15/07/2020 12:52 ص
حدث | السياحة الكويتية «ضرورة» أوجبتها «كورونا»! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

مادمنا نستشرف المستقبل بعد انصراف وباء كورونا بودي أن أطرح على أصحاب القرار رؤيتنا نحو ضرورة تفعيل (السياحة الكويتية) وأهميتها للمرحلة الآنية واللاحقة.

دوافع السفر تختلف من شخص إلى آخر ومن شعب إلى آخر، فمثلا الشعب الكويتي يقترض ليسافر، قلة من شعوب العالم تفعل هذا الفعل!

على العموم الآباء والأجداد من قبل كانوا قد جابوا الصحارى والبحار من أجل (لقمة العيش)!

السفر أشكال وألوان، فهناك أيضا دوافع دينية مثل الذهاب الى الحج والعمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة أو الى القدس، وهناك آخرون يزورون المزارات الشيعية في إيران والعراق وسورية وهناك من يزور اليوم إسرائيل والفاتيكان والمعابد الهندوسية والبوذية!.. أو الجوامع والمعابد والأديرة والكنائس.

دوافع السياحة تختلف من خلال (ثقافة) أي شعب، فهناك من يحب الحضارة الجديدة الخاصة بالترفيه والخيال والمهرجانات السنوية المنوعة وهناك من يحب التاريخ والمدن الأثرية أو الأسابيع الثقافية مثل مهرجان القرين وجرش أو المهرجانات التي تقام بالمملكة العربية السعودية، وهناك من ينشد السياحة الخاصة بالمدن الحضارية والشواطئ.

السياحة أيها القراء الكرام في كل مكان ما عادت ارتجالية عفوية بل (صناعة)، ولم تعد نشاطا ترفيهيا وتسلية، بل صناعة لها وسائلها وأهدافها لزيادة الدخل الاقتصادي ولها تأثير قوي في حياة الرفاه لمواطنيها من حيث الثقافة والحضارة.

الدول الأوروبية والأميركتان اهتمت بهذا القطاع فتحول هذا المصدر إلى دخل قومي نما من خلال التقدم العلمي والتقني والتكنولوجي وتقدم وسائل المواصلات والاتصالات، وهذا القرن أسميه قرن السياحة، لأنها تطورت في الألفية الثالثة ولهذا تحول هذا القطاع الحيوي الى (قرن صناعة السياحة)، لأنه اليوم السياحة من كبرى الصناعات، ونظرة إلى (دبي) الشقيقة تعطينا هذا المفهوم!

اليوم السياحة وسيلة اتصال ما بين الشعوب تنشر مفاهيم التسامح والسلام والتنمية وتوفر لاقتصاد اي دولة (مدخولا عاليا) يساهم في دعم الاقتصاد وينمي الاستثمار والتبادل النقدي وتحسين الظروف المعيشية، لأنه ينمي التقارب الاقتصادي بين الدول والشعوب.

وأنا أكتب استرجعت بذاكرتي القواميس والمعاجم والكتب التاريخية التي تحدثنا عن رحلات ابن بطوطة في كتابه «تحفة النظّار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار»، وكتاب أبوعبيد البكري وعنوانه «المسالك والممالك».

انظر كم قرن مضى على هذه الكتب وهي لاتزال تصلح للإرشاد السياحي! هل هناك أحد من جيلنا القارئ المثقف ينسى رحلة ابن جبير التي قام بها من الأندلس (إسبانيا) إلى المشرق العربي أو قصص ألف ليلة وليلة ورحلة السندباد؟!

ومضة: عالم السياحة والسفر والترفيه برامج منوعة، وأنواع السياحة تختلف، فهناك سياحة الإجازة والترفيه وهناك سياحة العمل وأخرى للعلاج والاستطباب، وهناك رحلة وسياحة للتعليم والتدريب وزيارة الآثار، وأخرى لممارسة الهوايات والصيد والمؤتمرات وسياحة المشتريات، وهناك سياحة للثقافة وأخرى للزواج وهناك سياحة فردية حرة وأخرى ضمن مجموعة في سياحة داخلية وأخرى خارجية.

وانظر معي في الخريطة السياحية فأي دولة تريد السبق السياحي يجب أن تعتمد على ركائز السياحة مثل:

- قطاع النقل الجوي والبري والبحري.

- وجود وكلاء للسفر.

- وجود تنوع فندقي ومطاعم.

- شركات سياحية تسوق للسياحة.

- ضرورة وجود وزارة للسياحة كي تنظم وتشرف على هذا القطاع.

- مؤسسات تدريب الكادر البشري.

- ضرورة التطوير المستمر للمرافق المرتبطة بالسياحة مثل المرافق والمولات والمتاحف والآثار والترفيه بأنواعه المباحة.

آخر الكلام: السياحة في الكويت الآن تحتاج إلى تشريعات قانونية تصنفها كصناعة، وغياب الاهتمام الحكومي الرسمي بهذا القطاع أدى إلى تراجع الكويت سياحيا، فالسياحة لا تعني ابدا «المباركية» كمكان وحيد متوافر للسياح على مدار العام!

السياح في العالم ينفقون الآن مليارات بل تريليونات الدولارات للاستمتاع بالسياحة، وتجربة «دبي» عامل مشجع ومضرب مثل، فالسياح اكثرهم من اوروبا وآسيا وأفريقيا!

نحن في الكويت لدينا (جزر) وموقع استراتيجي، وكي تنجح هذه الصناعة فلا بد من خدمات سياحية وتطور للبنية التحتية وتوافر الامن والامان والاستقرار والحرية والديموقراطية وسهولة الحصول على (فيزا) ومراقبة الاسعار منعا للتلاعب!

زبدة الحچي: كلامي هنا أوجهه إلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد الذي بتنا نعتقد جميعا بصدق نواياه لوضع الأمور في نصابها وعليه اقول له الكويت بحاجة الى «هيئة عليا للسياحة» فيها من الشباب الكويتي المتخصص في هذا المجال والرجل المناسب في المكان المناسب دون واسطات وسياسة هذا ولدنا وهذا ابوه وهذا أمه... إلخ!

هذه القضية مصيرية تطرح على قطاعات المجتمع الكويتي بما فيه التيار الديني لمناقشة التأقلم مع السياحة كصناعة ومورد كالنفط للحقبة القادمة ثم نبدأ بإصدار التشريعات التي تصنفها كصناعة كويتية آنية ومستقبلية ويؤخذ بها فتوى وتشريع لتصبح موضوع الاهتمام الرسمي للدولة وفتح مجال تملك الأجانب للعقارات واعتبار الدولة السياحة خيارا تنمويا واستراتيجيا وليست ترفا!

السياحة الكويتية تفتقد اليوم الدور والهوية!

الحكومات السابقة وزعت الحوافز الاستثمارية يمينا وشمالا وأغفلت الحوافز المطلوبة للاستثمار السياحي ونحن أكثر شعب ينفق على السياحة، فلماذا لا نحول اموالنا الى الداخل بدلا من هروبها الى الخارج؟

ملايين تخرج من الكويت سنويا من الدورة الاقتصادية لدواعي السياحة والسفر رصيدنا منها (صفر)!

سمو رئيس مجلس الوزراء: شكّل الهيئة العليا للسياحة بطريقة صحيحة وفعّل كل القطاعات التي تخدم هذا التوجه الجديد في عهدك.. انت قادر على هذا الأمر ومن خلفك شعب يعشق السياحة.. اعقلها وتوكل (صح).

.. في أمان الله.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد