حدث | الشاي في الكويت بين الماضي والحاضر - بقلم : د. سعود محمد العصفور
18/08/2018 12:12 ص
كاتب 1
**
يعد الشاي عنوان كل مجلس في تجمّعات أهل الكويت والخليج العربي، بل العالم بأسره. ولكل شعب عاداته، ومن عادات أهل الكويت تجمعهم في البيوت والديوانيات، وحتى النساء قديماً كانت لهن جلسة تسمى شاي الضحى تجتمع فيها نساء الحي، وكذا نساء العوائل، وقد أفردنا في ما سبق مقالاً بعنوان «شاي الضحى»، والشاي هو أول الحاضرين في تلك الجلسات. ومع الشاي تقدم القهوة وما يناسبهما كالمكسرات للشاي حديثاً، والتمر للقهوة قديماً وحديثاً، وقد دخلت في ما بعد حلويات خاصة.
والشاي الكويتي يجلب عادة من الهند وسيلان وباكستان وغيرها من مناطق إنتاجه، ويتم تداوله في التجارة الخارجية والداخلية كمنتج أساسي، ويظن أنه جلب في زمن الشيخ مبارك الكبير عندما راجت التجارة الخارجية وبلغت ذروتها، وممن جلبوه التاجر الرابح عبداللطيف العبدالرزاق والنوخذة عيسى العبدالجليل، ثم جلبته بماركاته التجارية بعض الأسر الكويتية الكريمة كالعبدالكريم، والمنيس، والوزان، ومقامس، وبهمن، وغيرها، بل جعلت له ماركات تجارية خاصة بأسمائها.
و«شاي الورق» كان وما زال أطيبه يأتي في علبه الخشبية المحكمة الإغلاق، ورائحته حين تفتح ذكية عطرة، تستخدمه القهاوي الشعبية، مثل قهوة بوناشي، وقهوة النواخذة، وقهوة الطواويش، وقهوة بوعباس، وقهوة جويدر، وقهوة زمون وغيرها.
وتأثر أهل الكويت في طريقة تحضير الشاي بصورة خاصة بأهل العراق الذين باتوا يتقنونه، خصوصاً شاي السماور، وطريقة تخدير الشاي ليصبح رائق الطعم تتطلب خبرة عملية وذوقاً خاصاً. والبعض يضيف إلى الشاي منكهات أخرى، وبصورة خاصة ماء اللقاح، والزعفران، والهيل، وحديثاً غيرها كماء الزهر.
وإذا ذكرت الشاي الممتاز، ذكرت «چاي الورق»، والبعض يسميه «چاي فله» يذكر تفريقاً عن الشاي الناعم، الذي يوضع داخل عبوات أكياس صغيرة، فشاي الورق في ظنهم أفضل وأطيب مذاقاً من شاي الأكياس، لأن أوراقه تصبح أكبر وأطيب عندما تغلى، لذا فهو «يقند الراس» بالقاف المعطشة، أي يُعَدِل الكيف والمزاج، خصوصاً إذا تخمر وتخدر فأصبح «چاي سنقيل»، والبعض يقول: «سنقين».
ولا يحلو الشاي عند أهل الكويت والعراق إلا عند صبه باستكانة «أم نقطة»، وهي استكانة معروفة في شكلها وحجمها، والنقط المنسوبة إليها توجد في وسطها الأعلى، وحتى الصحن له نقوشه العتيقة المعروفة، وكذا الحال بالنسبة للملعقة ذات المقدمة المثقبة كالمنخل، والهدف من الثقوب إزلة أوراق الشاي إن طفت على سطح الاستكانة.
يبقى الشاي لأهل الكويت قديماً وحديثاً فاكهة مجالسهم وأحد أسباب أنسهم، لا يستغنى عنه كبيرهم ولا صغيرهم ذكوراً وإناثاً.
dr.al.asfour@hotmail.co.uk
القبس
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع