حدث | الشكوى لله (2) - بقلم : د. مناور الراجحي
14/07/2020 12:56 ص
كاتب 1
**
إلى متى سنظل في دوائر الخلاف والتوافق بين الحكومة والبرلمان، وفي كلتا الدائرتين لا نجد ما يعود بالنفع على الوطن والمواطن، فلا الخلاف ولا التوافق قد أفادنا خلال كل السنوات السابقة، ولم تستفد الكويت من هذه المواجهات البرلمانية - الحكومية شيئا، الجديد المتكرر هو ظهور مجموعة من الشخصيات في كل فترة أو في كل مرحلة، إلى متى سنظل في دوائر السفسطة السياسية والصراع دون أن ندرك أن الكل يزول وتبقى الكويت؟!
إلى متى سنبقى في دوائر الطائفية والقبلية أحيانا والفئوية أحيانا أخرى، دون أن ندرك أن التفرقة هي النار التي تكمن دوما تحت الرماد، وتهدد بحرق المجتمع، وانهيار روابط الأمن فيه، إلى متى؟! وإلى متى لن نستوعب كل التغيرات الإقليمية والعالمية المحيطة بنا، والتي تجعلنا نخاف أكثر وأكثر على مستقبل الكويت ومستقبل الأجيال القادمة؟! إلى متى سيظل الحديث عن سيطرة التجار، وبحثهم عن مصالحهم الخاصة، دون التطرق إلى كيفية المواءمة بين الصالح العام والمصالح الشخصية؟
إلى متى سيظل الحديث يدور دون الخروج عن النقاط الجدلية الخاصة بسياسة تجار الكويت وشيوخها في مختلف المجالات، دون أن نحدد في أي اتجاه تسير سفنهم، ودون ان نقرر ما هو الصالح لسفينة الوطن؟
إلى متى سنظل نتحدث عن الريادة الكويتية والتميز والسبق الكويتي، وفي كل يوم نرى الكويت تتراجع في ركب التقدم والريادة؟ إلى متى سنظل نحلم بأن نرى الكويت مركزا تجاريا عالميا دون أن نتحرك بجدية لنرى ذلك؟ وإلى متى سنظل نتحدث عن خطة التنمية الكويتية الشاملة ومؤشرات الواقع تشير الى الاتجاه المعاكس، والبيروقراطية والفساد الإداري هو العنوان الرئيسي للمعاملات اليومية؟!
إلى متى سنظل نطرح الأسئلة دون أن نجد جوابا، وإلى متى سنظل نجعجع في مختلف الأبواق الإعلامية دون أن نرى طحينا، وإلى متى سنكرر التساؤلات وسندور في متاهات الحيرة دون أن نصل إلى حل، ودون أن نهتدي إلى طريق قد يشعرنا بعدم الخوف، ويقلل مشاعر القلق لدينا؟
إلى متى سنظل في متاهات التكرارات والسؤال وتشابه المواقف دون أي جديد أو إحساس بالتقدم والخروج من دوامة اللاجديد في الكويت، إلى متى سنظل في دوامات الصراع السياسي؟ إلى متى سنظل نتكلم عن تمكين الشباب والاعتماد على مهاراتهم أو إمكاناتهم، ولا نرى من ذلك أثرا على أرض الواقع؟ وإلى متى سنتاجر بأحلام وطموحات شبابنا، ولا نقدم لهم جديدا يساعدهم في بناء مستقبلهم ومستقبل الوطن؟! الله المستعان، لم ولن نتعلم من كل العبر والدروس التي مرت بنا على مدار التاريخ.
وأخيرا: هذا المقال ليس من قبيل اليأس والقنوط، وانما من قبيل البحث عن الحل للخروج من دوامات التكرار، التي أتمنى ألا تصبح كلماتي هذه جزءا منها. يا رب سلّم سلّم.
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع