آراء ومقالات المزيد

حدث | العقول الصغيرة - بقلم : د. غدير أسيري

21/10/2018 12:20 ص
حدث | العقول الصغيرة - بقلم : د. غدير أسيري
**

بينما ينشغل الطالب في الدول المتطورة في التجهيز لأبحاث علمية أو التفكير بتحد بسيط علمي يتميز به، نجد طلبتنا يتعبون من الحفظ والتسميع لأكبر عدد من الصفحات في المدارس بالكويت ويطمحون فقط لاجتياز الامتحان، التعليم هو اليوم الأداة لتحقيق النقلة النوعية في تغيير الواقع الذي تعيشه مجتمعاتنا النامية والمتخلفة، فاليوم مناهجنا ما زالت تتعامل بنظام التلقين التقليدي القديم الذي يعتمد على سيطرة المدرس والاستذكار ويحارب الابداع النقدي والتحليل العلمي والرأي المخالف، وللأسف أصبح منهج العقل بالحجة والتفكير المنطقي غير مرحب فيه ومنبوذا بكتب أبنائنا التعليمية، والتي تعتبر مجوفة بأفكار من هم على رأس لجان المناهج التعليمية المبطنة بأجندات تيارات لا تتناسب مع تنوع البلد الثقافي.
 
واليوم في ظل التغييرات التعليمية في العالم الجديد يجب أن ننظر للقفزة التي يجب أن تأخذها الكويت لنوازي وضعنا التعليمي المحلي مع ما هو عالميا مطلوب، ومع أن ترتيبنا 96 من أصل 130 في التقارير الرسمية لمؤشرات التعليم، فاليوم يتحتم علينا وضع خطة طوارئ للنهضة التعليمية وعدم المجاملة السياسية في اختيار أصحاب القرار التعليمي، كذلك تقديم الحل في الصراع التعليمي الشديد القديم المتأصل، خصوصا بمناهج الدين التي تخدم فئة واحدة فقط وتقديم التوازن بها، وحماية أبنائنا من حقل التجارب والعشوائية في وضع منهج واثبات فشله وتغييره في فترة زمنية قصيرة، أيضا ايجاد حلول جوهرية ليست مؤقتة تردع المدرسين من تجارة الدروس الخصوصية، والنظر بمستقبل ارتفاع عدد المدارس الخاصة وعزوف أولياء الأمور عن التعليم الحكومي ومواكبة الحكومة لتوفير تعليم يتوافق مع التعليم الخاص، حيث ان التعليم الحكومي يكلف الدولة أضعاف الخاص.
 
والاعتماد في الاصلاح التعليمي يجب أن يطبق وفقا لرؤية دولة ولا يعتمد على وجود أشخاص تزول مع زوالهم، ومع وجود أمثلة حية في العالم للثورات التعليمية كما حصل مع الولايات المتحدة الاميركية في الستينات ومقارنتها لنفسها مع الاتحاد السوفيتي السابق عندما أطلق القمر الاصطناعي الى الفضاء الخارجي لتعترف الولايات المتحدة بتراجعها التعليمي في العلوم والرياضيات ومحاولة التغيير الفعلية على أرض الواقع.. اليوم المطلوب محاربة المنهج الرجعي الذي يعتمد على الخوف من المواطن الصغير والمترجم بالمناهج التي تمنعه من الابداع وتبديل هذه المناهج بتقليص سياسة حجب المعلومات عن العقل البشري الذي هو بإجماع العالم القوة الفعلية للتنمية والتطور في العالم الحديث، وهذه العقول هي التي ستصنع «كويت» تتواكب مع التقدم العالمي وتنافس بالحداثة في العالم برفع اسم البلد عاليا.

aseri.ghadeer@gmail.com

القبس

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد