حدث | العودة إلى الريادة! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
28/03/2019 12:36 ص
كاتب 1
**
y.abdul@alanba.com.kw
كنا أصحاب ريادة وهذه حقيقة وفي كل المجالات، في التنمية والتعليم والمسرح والرياضة والصناعة و..و..و.. إلخ.
كنا أصحاب (ثقافة ريادة) وفي المقدمة لأن فينا من كان يحلم بالريادة ونجح في تحقيق ريادتنا، وروج لثقافتنا.
حلم الريادة التي تقوم به بعض دول مجلس التعاون الخليجي العربي حق مشروع والله سبحانه يوفقهم لكل خير فلكل مجتهد نصيب.
المشكلة في الريادة (قُطريّة) أي خاصة بكل بلد على حدة.
ليس هناك (حلم عربي) يتسع الجميع في ظل ذهاب القدس وضم الجولان والعين على الضفة الغربية.. تلاحقوها!
أما غزة فهي محمية بالأبطال والرجال ولا خوف عليها ولا تحتاج إلا لبطاريات حماية جوية وضد الصواريخ فقط.
أعود لموضوع غاية في الحساسية وهو الريادة.
سر تخلفنا (نحن) في الكويت أولاً غياب القرار ثم نوعية البشر الذين جلبوهم لنا بعد التحرير (افتحوا ملف تجار الإقامات الذين ملأوا الكويت بالعمالة الهامشية) وأيضا انهيار التعليم.
ما يريده اليوم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع معالي الشيخ ناصر صباح الأحمد أمر مشروع وتستحقه الكويت، وهذا هو الذي يعيدها الى الواجهة والسبق نحو استشراف المستقبل (لكن) وهذه هي الطامة الكبرى! الشعب الكويتي وبيت الحكم الأصيل معتادون على الريادة، فهم والله في المقدمة في كل شيء حتى اليوم، هم يملكون خصائص الريادة من إبداع ومخاطرة ونمو و..و..و.. بلدنا احتل في عام 1990 ورجع في 7 أشهر وهذا إنجاز للشرعية والشعب المساند لها! شعب لا يحلم فقط وإنما يحقق أحلامه، شعب عظيم.
خلوني في البداية أعرّف معنى (الارتياد) الذي أقصده، وهو ارتاد، يرتاد، ارتد، فهو مرتاد والمفعول مرتاد العلا: أي طلب الأماكن الارتيادية مثل ارتاد الشاطئ، ارتاد الغابة، ارتاد المجاهل، إذن رَوْدُ: أي الطلب كالرياد والارتياد والذهاب والمجيء والمراودة والرواد والريد بمعنى (إرادة) المشيئة.
الزبدة لنصل الى الريادة (نبي رجل رائد).. موجود.. لكن ماذا عن القطاعات الأخرى؟
وأيضا نحن بحاجة الى امرأة رادة ورائدة.. الكويت ولادة.
المشكلة اليوم تكمن في عوامل معرقلة في الجانب التشريعي، وأخرى في الجانب التنفيذي.. من يفرز؟
السؤال الصعب: من القادر على توفير (جيل كامل ريادي)؟
إنه التعليم ولا غير التعليم، ونظرة واحدة لقطاعات المجتمع الكويتي نرى بروز (مشكلة التعليم) وهي اليوم تتفاقم في ظل وزير يداوم فقط بالتعليم العالي وله جل اهتمامه، بينما المدارس وصاحب (اصبع الطباشير الأبيض) غائب عن المدارس وهي التي تصنع أجيال الكويت!
لقد كتبت وأكرر لن ينجح وزير للتربية أبدا عندما يتجاهل جمعية المعلمين ويهمشها، وليعلم أنها لو مارست دورها الحقيقي فالأكيد أنه لن يستمر في كرسيه!
بالله.. كيف نطلب الريادة وحال تعليمنا بالويل؟!
قامت الدولة بالصرف على أبنائها لتحصد منهم (عملا نوعيا)، ولنأخذ مثلاً: د.هيثم الأثري والزميلة الأخت مريم الكندري في عز (عطائهما) يأتي الوزير بكل بساطة ليحيلهما الى التقاعد، متناسيا أن الاثنين تم إعدادهما لمتابعة الخطط والبرامج والمناهج... إلخ! الغريبة لا أحد يحاسب!
كيف تصل الكويت الى الريادة في ظل هؤلاء القابعين في أبراجهم العاجية في كل المجالات؟!
كنا أصحاب ريادة وأساطير ما زالت تروى وتصدر (الرياديون) الأوائل الكرام الأخيار كل ميادين الريادة والتفوق وحققوا (علامة تجارية عالمية للكويت).
كان حلما كويتيا وتحقق في أقصى تجلياته لأن شعبنا (يحلم ويفعل)!
تبقى الحقيقة.. تبون عودة الريادة لازم نعرف أن أهم عامل في نجاح أي مشروع ريادي هو شخصية الريادي نفسه، وتعلمنا من تاريخنا أن (النوخذة) الذي لا يخاف يحصل على الدانة.. فاز باللذات من كان جسورا.
وسر نجاح قيادات الكويت في السابق أنهم من قطاع التعليم وعلى رأسهم المعلمون صنّاع المستقبل.
٭ ومضة: عشرات من الرياديين أحيلوا الى التقاعد في كل التخصصات هم يملكون (سر الريادة) وهذا في شخصياتهم حتى اليوم!
في العصر الرقمي والميديا هناك طبقات وفئات ناجحة لمشاريع ناجحة ويحملون شهادات غير مزورة وخبرة هؤلاء هم الذين (يعول) عليهم لخدمة الكويت وتحقيق أحلامها الريادية (لا هذا ولا ذاك) وفق سياسة هذا ولدنا!
٭ آخر الكلام: نحن بحاجة الى فريق عمل يؤمن بالريادة والتطوير لأن الريادة تولد مع الفرد وتدفعه للإبداع في الأعمال المنوطة به إن كان موهوبا ويحمل إرادة ارتيادية!
٭ زبدة الحچي: قضيتي المطروحة اليوم (صعبة جدا) حتى في وجود (قائد ريادي) استباقي لأن سياسة (تكسير المجاديف) موجودة ومطبقة وهي تعزز دائما المخاطر وتحارب الاجتهاد والمسؤولية الشخصية واردة التغيير للأسف.
٭ تبون الصچ: إذا شفنا القيادة الريادية لا تجامل وطبقت خططها بالمهارات من (أفراد ناجحين) دون مجاملة أو محاصصة، وأُبعد أصحاب (الشخصانية) بعقول مؤسسية فهذه هي أولى خطوات النجاح نحو الريادة.
ما أحوجنا الى الريادة في القادة وصنعهم وتشجيعهم، ثم ريادة تسويق (القيادة الريادية) لأن هؤلاء قادرون بأسلوبهم (القيادي الريادي) على انتهاز واستغلال الفرص لتحقيق النفع لتحقيق أحلامنا من الأعمال الريادية.
المشهد.. نحن أمام أسلوب تشاركي وآخر أوتوقراطي مستبد!
أرجو أن أكون متفائلا أمام قضايا الريادة.
ما يحبطني أن تعليم الريادة في المدارس غائب.
حتى نكسب الرهان ابدأوا في وزارة التربية فهي الأساس في تحقيق الريادة ونظرة الى تعليمنا، ومناهجنا هي بالأساس تخلو من (مادة الريادة)، فبالله كيف نستشرف المستقبل؟ يجب أن يتضمن التعليم بمناهجه أبوابا عن فكر ريادة الأعمال لإعداد الشباب للمستقبل الواعد.
أليس فاقد الشيء لا يعطيه؟! مللنا من فكر الحفظ والتلقين.
ثقافة الريادة وسمات المبدعين والابتكار ومهارات صنع القرار هم وطن ضائع وهذه صرخة نحوه علها لا تضيع أدراج الرياح!
في أمان الله.
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع