**
قُلْتُ:
يا سامعاً صوتي وخفوق صـوتي أنعي
ويش يفيد الخل إذا ما شاركك دمعك
رجيت خالقي يكفف من حزن دمعي
ولقيتك يا خل صاك أذانيك وسمعك
الغنج والدلال متلازمان من حيث المعنى والجمال، وغَنِجَتِ المرأَةُ: تدلَّلتْ على زوجها بملاحة، كأَنَّها تخالفه وليس بها خلاف، فيا جمال من تغنجت، ويا جمال إحساس من استجاب لغنجها، فأفصح عن مكنون قلبه تجاهها ولاطفها بحسن تبعله وفهمه لما صنعت.
وفي أيام الناس وأحوالهم أحاسيس ومشاعر بحاجة للإظهار والإفصاح، لكن نصب الحياة وشدة سوق أحداثها، جعل بعض القلوب صلفة لا تعرف لجميل المشاعر موطناً ولا موئلاً، فأضحت كالجمادات لا يحركها ساكن، وإنما تدفع لبذل الإحساس دفعاً غير متوافق مع من رق قلبه، ورهف إحساسه.
تبلد الأحاسيس والمشاعر تجاه الغنج والدلال يصرف من تغنجت وبذلت الدلال لإيقاف دوافعها، بل يصرفها عن ذلك في قادم الأيام وسائر الأوقات، ذلك أنها أحست بسخف مشاعر وأحاسيس من بجوارها وجور استجابته. ولنا أن نتصور حال من فكَّرت في بذل غنجها ودلالها لمن تحب، فعزمت، واستعدت بما تحمله من مشاعر الود، بل وغامرت في معادلة تظن أنها ومن تحب في الفوز والبذل والإقبال سواء بسواء، فاستجمعت كل ذلك، وحضرت والغنج والدلال معها صنوان وقلبها وجميع مشاعرها، فبذلت بسخاء وجميل عطاء، فحق لها أن تكافأ، ويعترف محبها بفضلها عليه، وحسن تبعلها له.
نحن بحاجة ماسة للإحساس بمشاعر الغير وتوظيفها في القرب وحسن العلاقة في عصر تنوعت فيه الصوارف من الأجهزة النقالة ووسائل التواصل التي زاحمت كل علاقة بينية حميمة، بل أضحى الجميع فيها شارد الفكر، ذاهل العقل، يشده وقع الأحداث جميلها وقبيحها، ما جلَّ منها وما دقَّ، فآن أن يجد له في كوكبه من ينير له دربه، ويخرج ما في مكنون قلبه من مشاعر وأحاسيس جاد بها الغير، ورام فيها سعادته وحبوره.
dr.al.asfour@hotmail.co.uk
القبس
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع