حدث | المأساة والتخبط - بقلم : عادل نايف المزعل
20/02/2020 12:37 ص
كاتب 1
**
شهد مشروع مدينة المطلاع يوم الأربعاء 12 فبراير مأساة إنسانية مروعة ودفن ما يقارب 10 عمال في انهيار بأحد مواقع العمل تحت الرمال وأدى ذلك إلى وفاة 6 من العمال، الله يرحمهم ويصبر أهاليهم، وتم إنقاذ ٣ عمال ووصلت فرقة الإنقاذ بالإطفاء للبحث عن المفقودين وشكلت وزيرة الأشغال ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان رنا الفارس لجنة تحقيق لمعرفة أسباب هذا الانهيار وبينما عمال الشركة المعنية في عملهم في الساعة 4 صباحا انهارت الرمال والصخور على العمال مما أدى إلى دفن العمال في الحفرة المخصصة للمناهيل.
وأول أسباب الخلل كان في عدم تدعيم الحفر العميقة بداعمات خاصة، خاصة الأمور الطبيعية يجب الا يتجاوز حدود الحديد بين الدعامات 7 سم، وللأسف اكثر الشركات تخالف ذلك بعدم وجود الرقابة من الوزارة المعنية وعدم فحص التربة والاعتماد على وجود صخور ومتماسكة الردم والدك المباشر وعدم إحلال التربة ودكها على مراحل وفقا لاشتراطات وزارة الأشغال في البنية التحتية والتغيرات المستمرة في الموقع لتسوية الأرض مما يتسبب في تصدعات في الصخور وإحلال للتربة تحتها وعدم تطبيق اشتراطات الأمن والسلامة وتشغيل المعدات الثقيلة في محيط الحفر.
حسنا ما عملت وزيرة الأشغال ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان د.رنا الفارس بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق بهذا الحادث الأليم وهم رئيس اللجنة د.خالد الحربي، ود.وليد عيد من كلية الهندسة والبترول وعبدالعزيز يعقوب من إدارة خبراء العدل وطارق العدواني وخالد الشطي من بلدية الكويت وأمينة العوضي (مقررة) ولابد من محاسبة المقاول والمكتب الهندسي على هذا الإهمال، إذ كيف يبدأ العمل للعمال والحفرة غير مؤمنة، ولا يوجد أي شرط من شروط السلامة؟
ما هذا الإهمال، هل أصبحت أرواح البشر رخيصة عندكم؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يوجد بها العنصر الكويتي المؤهل في كثير من هذه المشاريع؟ ألم يشعر المسؤولون عن هذا المشروع وغيره أن العمال يكفيهم الغربة؟ وما بها من مآس تاركين بلدانهم وأهلهم ليحصلوا على لقمة العيش ليبعثوها إلى أهاليهم، ولكن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في كل من تسبب بهذا الإهمال.
ويؤكد م.خالد العتيبي أن مدينة المطلاع بنيت فوق ضلع دون أي دراسة جغرافية لطبيعة الأرض، وأن أعمال الدفان لها ضوابط تنص عليها وزارة الأشغال، وأن عامل الدفان لابد أن يكون متخصصا في مثل هذه المشاريع، لكن لم يؤخذ هذا الكلام بعين الاعتبار.
لابد على الدولة أن تحاسب المسؤول عن هذه الأخطاء المهنية والفنية حتى نحافظ على أرواح البشر، ونشكر جميع من ساعد وحضر إلى الموقع كوزارة الداخلية والأشغال والصحة والإطفاء وكذلك نشكر جمعية المهندسين بأن اكتشفت 11 ألف شهادة هندسية غير معتمدة وقامت الجمعية بإحالة المزورين إلى النيابة العامة ولابد من المسؤولين عن هذه المشاريع الزيارات الدائمة لتفقد هذه المشاريع وألا تؤخر هذه الشركات رواتب عمالها قال المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم (حاسب الأجير قبل أن يجف عرقه) قال الشاعر:
لقد أسمعت إذ ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم من توفي ويصبر أهله وذويه وندعو الله بالشفاء العاجل لجميع المصابين. اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه. اللهم آمين.
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع