حدث | برافو «الصندوق الأسود» - بقلم : د. عبدالرحمن العيسى
17/01/2020 12:53 ص
كاتب 1
**
شخصيا انا من عشاق البرامج الوثائقية على التلفزيون سواء بالعربية او الأجنبية خصوصا اذا كانت هذه الوثائقيات ذات صبغة تاريخية وسياسية وخصوصا اذا كانت تتعلق بسرد مفصل عن الخليج العربي او الإقليم او تاريخ الكويت السياسي القديم، هذه المقالة مهداة الى الاستاذ عمار تقي، أتحفنا عمار تقي، هو ومن معه من فريق برنامج الصندوق الأسود بالكثير من المعلومات والأحداث والشخوص والتفاصيل التي كادت تضيع في زحمة التاريخ، برنامج الصندوق الأسود بأمانة سبق العديد من البرامج السياسية على الساحة التي (تعودنا) عليها في تلفزيون الكويت الرسمي او الاعلام والقنوات الرسمية في الدول المجاورة فصارت (عادية) بلا طعم.
برنامج الصندوق الأسود استخدم أسلوب السهل الممتنع، أسلوب شائق لم يعتد عليه المشاهد العربي والخليجي بالذات، ربما لمحاذير سياسية او خوفا من مقص الرقيب او ربما لقلة في طاقم إعداد تلك البرامج، ربي اعلم، ولكن عمار تقي ومن معه في برنامج الصندوق الأسود قدموا شيئا استثنائيا على مستوى الاعلام الخليجي والعربي، البرنامج اصبح له صدى تعدى الخليج ما في كلام، في العشرين السنة الاخيرة، وانا أتحدث عن الاعلام الكويتي، كنا نفتقر الى برامج تاريخ سياسي تقدم بصفة محايدة على الرغم من وجود كادر ضخم من المعدين وخريجي الاعلام والمذيعين الكبار أصحاب الأسماء القديمة المرموقة، وعلى الرغم من وجود مادة إعلامية خام دسمة تتمثل في العديد من الأحداث السياسية التي مرت بالخليج العربي وعاصرتها الكويت حكومة وشعبا، حرب العراق وإيران، احتلال الكويت، تحرير الكويت، مشاكل الديموقراطية ومجلس الأمة، خفايا القضايا العربية والقومية، المد الناصري وخلافه، ومع ذلك لم يكن هناك برنامج واحد تناول مثل هذه الأحداث الجسام بسرد مفصل وبجدول زمني متتابع كما في الصندوق الأسود.
وانا من مواليد الثمانينيات اجد نفسي وكأني لأول مرة اسمع بشكل جديد تماما تاريخا مفصلا بالشخصيات والصور، صوتا وصورة عن تاريخ الكويت على لسان الضيوف الكرام ومن شارك وهذا يحسب لعمار وفريقه، عمار من الواضح انه أعطى الكثير من الجهد لهذا العمل، بالدراسة، بالاعداد، بالوثائق، بالصور، بالجرافيكس، العمل كان متكاملا من جميع الزوايا حتى مع الضيف، اختيار الضيف واختيار القضايا وإعطاء مساحة كافية للضيف للشرح والإسهاب من دون مقاطعة وبالتأكيد من دون استفزاز على عكس ما تعود عليه المشاهد في برامج (التوك شوو) السياسي في الآونة الاخيرة التي قامت بشكل أساسي على الإثارة والاستفزاز (المصطنع) والصوت العالي وربما الضرب احيانا، ظنا منهم ان هذا يحقق نسبة مشاهدة عالية وشهرة وشعبية وربما إعلانات وخلافه، والمشاهد آخر الهم.
وللحديث في هذا الشأن بقية.
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع