آراء ومقالات المزيد

حدث | بيت لا يعرف الحزن أبداً! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

22/09/2018 12:32 ص
حدث | بيت لا يعرف الحزن أبداً! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

كل يوم يمر على ابن آدم يجعله يتدبر الحياة والموت، الدنيا والآخرة، الفرح والحزن، التفاؤل والإحباط، اليسر والعسر، الفقر والغنى، وهكذا.. عندي لكم مساحة للتأمل وقصة وعبرة:

سيدة صينية عاشت مع ابنها الوحيد في سعادة ورضا حتى جاء الموت واختطف روح الابن.

حزنت السيدة حزنا شديدا لموت ولدها.. ذهبت من فرط حزنها إلى حكيم القرية وطلبت منه أن يخبرها بالوصفة الضرورية لاستعادة ابنها إلى الحياة مهما كانت أو صعبت تلك الوصفة.

أخذ الشيخ الحكيم نفساً عميقاً، وهو يعلم استحالة طلبها، ثم قال: أنت تطلبين وصفة؟

حسناً.. أحضري لي حبة خردل واحدة بشرط أن تكون من بيت لم يعرف الحزن مطلقا!

وبكل همة أخذت السيدة تدور على بيوت القرية كلها وتبحث عن هدفها (حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن مطلقا).

طرقت السيدة بابا ففتحت لها امرأة شابة، فسألتها السيدة هل عرف هذا البيت حزنا من قبل؟

ابتسمت المرأة في مرارة وأجابت: وهل عرف بيتي هذا إلا كل حزن؟!

وأخذت تحكي للسيدة أن زوجها توفي منذ سنة، وترك لها أربعة من البنين والبنات، ولإعالتهم قمت ببيع أثاث الدار الذي لم يتبق منه إلا القليل، تأثرت السيدة جدا وحاولت أن تخفف عنها.

وقبل الغروب دخلت السيدة بيتا آخر ولها نفس المطلب، وعلمت من سيدة الدار ان زوجها مريض جدا، وليس عندها طعام كاف لأطفالها منذ فترة.

ذهبت السيدة الى السوق، واشترت بكل ما معها من نقود طعاما وبقولا ودقيقا وزيتا، ورجعت الى سيدة الدار وساعدتها في طبخ وجبة سريعة للأولاد واشتركت معها في إطعامهم ثم ودعتها.

وفي الصباح أخذت السيدة تطوف من بيت إلى بيت تبحث عن حبة الخردل وطال بحثها لكنها للأسف لم تجد ذلك البيت الذي لم يعرف الحزن مطلقا، لكي تأخذ من أهله حبة الخردل.

وبمرور الأيام أصبحت السيدة صديقة لكل بيت في القرية، نسيت تماما أنها كانت تبحث في الأصل عن حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن.

ذابت في مشاكل ومشاعر الآخرين، ولم تدرك قط أن حكيم القرية قد منحها أفضل وصفة للقضاء على الحزن..

..من رحمة الله بنا أن الإنسان ينسى!

٭ ومضة: إذن، خلاصة القول: إن كنت حزينا ومهموما ومتكدرا فتذكر أنك قد تكون أفضل من غيرك، وأن هناك من هم أسوأ منك بكثير!

الحكمة تقتضي اليوم أن تتذكر هذه الحقيقة: ما في بيت إلا وفيه حزن أو بقايا حزن (والمؤمن مصاب) والابتلاءات في الحياة كثيرة، لكن من رحمة الله بنا أننا نندمج ونتناسى الأحزان.

أيها المحزون في كل مكان وزمان: اخرج من عالمك الخاص وشارك من حولك لعل الله يفرجها عليك، فما أحوج الإنسان للسعادة في حال الحزن!

٭ آخر الكلام: قفوا معي وتذوقوا هذه الأبيات الشعرية:

٭ زبدة الحچي: إذا مر بك يوم وليلة وقد سلم فيهما دينك وجسمك ومالك وعيالك فأكثر من الشكر لله تعالى..

فكم في هذا العالم من هو مسلوب دينه، مُلاحق، مُحاصر، لا يأمن على نفسه وأهله، مهتوك ستره، مقصوم ظهره، تلاحقه الطائرات والمدافع والمرتزقة..

يا الله كم (نحن) في نعمة، فأكثروا يا شعب الكويت الشكر لله عزّ وجلّ «حركوا ألسنتكم بشكر الله وحمده على نعمة الأمن والاستقرار والرخاء.. وأكثروا من الاستغفار.. اللهم إننا نستغفرك ونتوب إليك.. آمين.. آمين.. آمين!».

وهكذا الدنيا.. وما عند الله خير وأبقى.

صچ نحن (بلدة طيبة ورب غفور).

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد