**

منذ سنوات نشرت مقالة عن الوظائف الخضراء وهي التي تكون صديقة للبيئة، ومنها استخدام الطاقة المتجددة والصناعة والزراعة وإعادة تدوير النفايات والتي اهتمت بها منظمة الأمم المتحدة وأوصت بها، وبعدها بكم سنة بدأت بعض الدول في تطبيق هذه التوصيات، ولكن وجدت صعوبة في وجود قوى عاملة متدربة ولديها الخبرة في هذه الوظائف، ولذلك قامت منظمة العمل الدولية بإعداد وتنفيذ برنامج تدريبي وتأهيلي لعدد من مواطني بعض الدول التي لديها مشاريع في هذا المجال وكما أوصت بتصميم وتطوير المناهج الدراسية في الجامعات والكليات لتتناسب مع احتياجات سوق العمل لهذه الوظائف الجديدة.

وحتى لا تحدث مشكلة مستقبلا من عدم وجود قوى عاملة وطنية لديها هذه التخصصات الدراسية والتدريب اللازم لشغل مثل هذه الوظائف وفي هذه القطاعات خاصة أن أغلبها في القطاع الخاص أو في المشاريع الحكومية المشتركة مع الشركات، واعتقد لدينا حاليا في الكويت توجه لاستخدام الطاقة البديلة المتجددة حيث قامت الحكومة بإنشاء مشروع الطاقة المتجددة في الشقايا لتنتج الطاقة الكهربائية من الشمس والرياح وهناك بدأت بعض المصانع بتدوير النفايات.

وامكانات النمو الوظيفي في هذا القطاع هائلة. وقد يرتفع التوظيف في الطاقات البديلة الى 2.1 مليون وظيفة في طاقة الرياح و6.3 ملايين في الطاقة الشمسية بحلول سنة 2030. وكذلك في مجال الانشاءات العقارية حيث التحول في أنحاء العالم الى الأبنية المقتصدة بالطاقة سوف يخلق ملايين فرص العمل، إضافة الى «تخضير» الاستخدام الحالي لشريحة كبيرة من العاملين في قطاع الانشاء والذين يقدر عددهم بنحو 111 مليون شخص.

ولهذا على جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب البدء في وضع الخطط والدراسات التي تساعد على تطوير المناهج الدراسية والتدريب والتأهيل لهذه القطاعات والتي سوف تحتاج الى توظيف القوى العاملة التي لديها التخصصات الدراسية العملية والتأهيلية لتعمل في مجال الوظائف الجديدة ولا ننسى هناك كذلك الحاجة الى تخصصات في مجال الاقتصاد المعرفي والحوكمة في القطاع الحكومي والتي تعتمد على المعلومات والبيانات باستخدام التكنولوجيا.

abumishari1@yahoo.com

www.kuwaiticonsultant.com

الأنباء