آراء ومقالات المزيد

حدث | تعرّي النخب الثقافية والإعلامية! - بقلم : د. ناصر خميس المطيري

21/01/2019 01:49 ص
حدث | تعرّي النخب الثقافية والإعلامية! - بقلم : د. ناصر خميس المطيري
**

أثبتت الأحداث الكبرى في المنطقة العربية أن كثيراً من المبادئ والشعارات الرنانة التي حملتها ونادت بها العديد من الشخصيات والرموز الكبيرة كانت أوهن من بيت العنكبوت عند هبوب أول رياح سياسية أو عسكرية على المنطقة، فكم من الأيديولوجيات الفكرية ذات الطرح الديني والقومي واليساري المثالية تساقطت مع اجتياح الدبابات العراقية المحتلة أرض الكويت فناصرت أقلامهم الطغيان وأيدت المحتل الغاصب! هنا انكشفت سوءات ممن كنا نعدهم قادة ونخبا سياسية وفكرية وبدأت صحوة شعبية جديدة لمن وعى ذلك المشهد.
 
ومنذ اندلاع ثورات «الربيع العربي» الذي دشنته ثورة الياسمين التونسية في عام 2010، والتي تداعت ككرة لهب أحرقت العديد من الأقطار العربية، بل وحولت بعضها الى ساحات حرب مفتوحة، وقع المثقف العربي في أزمة حقيقية نالت كثيراً من صورته ومصداقيته ومكانته، وحصلت حالة وعي جديدة لدى الناس ازاء النظر لبعض الرموز وبعض التوجهات الفكرية أو الدينية التي اتخذت مواقف معلنة ناقضت طروحاتها ومبادئها الانسانية والسياسية عندما هادنت الظلم وصفقت ورقصت على جراح الشعوب المقهورة.
 
ونأتي الى الأزمة الخليجية المشهودة لنشهد على سقوط مدو لكثير من المثقفين والاعلاميين الخليجيين وغيرهم وبروز ظاهرة تحول أصحاب الفكر والقلم الى مطبلين في «حفلة تعري» فاضحة للأخلاق والقيم!
 
وباعتقادي أن التصعيد الاعلامي «الواطي» الذي تقوده بعض الأبواق من أطراف الأزمة الخليجية سواء كانوا اعلاميين أو مثقفين و«مستثقفين» ومرتزقة هو أخطر من التصعيد العسكري لأن حال «التشاحن الاعلامي» بين الخليجيين بأقلام وأصوات بعض النخب الثقافية والفكرية والاعلامية من شأنه أن يعمق الأزمة بين الشعوب لتسود حال العداء وتتفشى البغضاء والكراهية بين الأجيال الخليجية لزمن بعيد حتى لو انتهت الأزمة سياسيا فسوف تبقى جراحها تنزف بين الشعوب.
 
المسؤولية تقع على القلة المتبقية من الاعلاميين والمثقفين وأصحاب الرأي الثابتين على مبادئهم المخلصين لأوطانهم المحبين لخليجهم المتعففين عن الارتزاق الرخيص والتطبيل النشاز، تقع على هؤلاء مسؤولية نشر الوعي بين الناس وتوضيح الحقائق وفضح بعض «الرموز» والنماذج الثقافية «المرموقة» من عبدة المال والسلطة، ومن يشترون بآيات الله ثمنا قليلا.

abothamer123@

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد