آراء ومقالات المزيد

حدث | تناسخ وتقمص الأرواح! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

19/06/2019 12:21 ص
حدث | تناسخ وتقمص الأرواح! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

ما حقيقة تناسخ وتقمص الأرواح؟

من خلال ما قرأت وتابعت عن هذا الموضوع الشائك، أحب أن أوجه قارئي الكريم اولا الى حقيقة ما كتب عن هذا الموضوع، ومعظمه في رأيي المتواضع لا يستند الى برهان عقلي مقنع ولا الى دليل نقلي صحيح، بل إن كل البراهين العقلية والنقلية تدحض فكرة التقمص وتثبت وهنها وتطايرها أدراج الرياح!

الموضوع الذي أطرحه اليوم «عميق» ويحتاج الى فهم واع ونفس تستوعب وتستنبط الأحكام، فهذا الموضوع الحيوي والحساس هو في الأساس أفكار «علمية ـ دينية ـ فلسفية»، وهي عملية روحانية لتحسين الذات عبر خبرات وتجارب!

وأنصح بالرجوع الى ما كتبه العالم الجليل مصطفى محمود ـ رحمه الله ـ الذي أبطل بالادلة «عقيدة التناسخ»، في حين أن هناك علماء وأطباء ودعاة ومتخصصين تساءلوا هل تناسخ الأرواح والتقمص حقيقة في علم الباطل؟

اليوم النخب المثقفة وكثير من المحافظين يتناقلون قضية تناسخ الأرواح والتقمص ويطرحونها كلٌ حسب هواه، وكثير منهم يستشهد بهذه الآية تحديدا (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ـ الفجر: 27 ـ 30)!

كلٌ يفسر هذه الآية حسب علمه وثقافته ومرجعيته؟

أنا أبسّط للقارئ هذه القضية من خلال ما قرأت وفهمت وعليه هو أن يحدد موقفه وفهمه!

قرأنا وعرفنا أن الشيطان حاول ولا يزال إغواء الناس واتبع في هذا أساليب كثيرة ليضل الناس عن طريق الله عز وجل ولينفذ وعده عندما قال (قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ـ الحجر: 39 ـ 40)، وهو بهذا «الوعد والفعل» أبعد الناس عن جادة الحق وأخرجهم من النور الى الظلمات، فابتدعوا الأساطير ومنها أسطورة وخرافة تقمص الأرواح واستنساخها، والتقمص فكرة شيطانية يوهم بها الناس بأنه لا توجد حياة بعد الموت وان الروح تنتقل من إنسان الى آخر!

وحتى اعرّف قارئي الكريم ببعض المفردات التابعة للموضوع يسمى انتقال النفس من انسان الى آخر «نسخ»!

ومن الحيوان «مسخ»!

وفي النبات «فسخ»!

وفي الجماد «رسخ»!

ووجدت في قراءاتي ان الديانات القديمة مثل البرهمانية والنظريات الافلاطونية والبوذية والدروز اشارت الى «تناسخ الارواح»، بينما رفضها كل الديانات السماوية التوحيدية رفضا قاطعا!

أنصح من يحب أن يستزيد بقراءة كتاب «تناسخ الارواح اصوله وآثاره وحكم الاسلام فيه» للدكتور محمد احمد الخطيب الأستاذ المشارك في الجامعة الاردنية.

٭ ومضة: اقول لقارئي الكريم إن الأصول التي أنتجت التناسخ هي أصول وثنية لا علاقة لها بالأديان السماوية، انما هي عقائد وفلسفات وضعها عقل الانسان المتأثر بالبيئة الوثنية خاصة البلدان التي اعتقدت بالتناسخ مثل الهند واليونان وفارس ومصر القديمة ومعها كل الديانات القائمة على الاساطير والتنجيم!

وكل الاديان والفلسفات التي اعتقدت بالتناسخ انما اعتمدت في اعتقادها على العقل الانساني القاصر ونظرتها المادية الحسية للكون والحياة والروح.

ولا ننسى ان الاسرائيليات ومن خلفها اليهودية بذرت بذرة التناسخ ونشرتها من خلال الفرق الضالة المحسوبة على الاسلام.

ولعب المترجمون والنقلة أدوارا خطيرة في نشر الأفكار التناسخية لمنافاتها عقيدة الاسلام والتوحيد، كما لعب الفلاسفة دورا خطيرا من خلال نشر افكارهم خاصة الفلسفة اليونانية وما احتوته من تناقض.

تنشط اليوم حركة اسلامية وسطية عاقلة تنكر هذه النظريات التي تخالف عقيدة التوحيد الاسلامية.

والخلاصة ان الازلية الابدية الدائمة هي لله عز وجل والاسلام يرفض تناسخ الارواح لأن الوحي مصدر الغيبيات والروح من الغيبيات ولا طاقة لعقل الانسان لفهم ماهيتها ولا يمكن ان تنصرف الروح عن صاحبها لتسكن جسدا آخر.

وان الروح سترجع الى صاحبها يوم القيامة لتنال جزاءها، فإما الى الجنة واما الى النار.

٭ آخر الكلام: على كليات الشريعة وخطباء المساجد واذاعة القرآن الكريم التصدي بالتوعية خاصة في أوساط هؤلاء الشباب الذين يجهلون مثل هذه الأمور وتبسيطها لهم حتى لا ينحرفوا، فالميديا اليوم ومواقع التواصل الاجتماعي تتداول هذا الموضوع الخطير بسطحية، بل أرى حتى الكنيسة وغيرها من المنابر الدينية ان تبادر الى بيان الآثار الفكرية لهذا الموضوع.

٭ زبدة الحچي: معالي وزير الأوقاف، ووكلاء الوزارة، ان لديكم مركز الوسطية، شغلوه بمثل هذه الموضوعات التي نطرحها عليكم، فلقد زاد الالحاد والايمان بالخرافات في المجتمع الإسلامي المعاصر، ما يتطلب ان نفعّل «فقه الواقع المعيش اليوم» ونطرح كل قضايانا لتوعية الناس داخل الكويت وخارجها.

قضايا كثيرة مستجدة وشباب في أعمار الورد يتلقون ثقافاتهم من «الاجهزة الذكية» لأن المدارس ما عادت تعلّم ولا تربي، وهذا موال آخر!

أرجو أن يجد قارئي الكريم ما يحبه في هذه المساحة وما يجيب عن أسئلته وما يأخذه من علم ورؤية تعينه وتوصله الى بر الأمان.. في أمان الله.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد