**

الطفل يحظى باهتمام كبير في القوانين واللوائح التي تنظم حياته ووضعت له حماية لحقوقه نيابة عنه ووضعت له نيابة خاصة به وهي نيابة الأسرة ووضعت قيود على الولي وعلى الوصي وعلى الحاضنة من التعرض لمصالحه وحقوقه، ولأن الطفل هو النواة الأولى لمستقبل قادم يريد المشرع أن يحميه من كل العوائق التي قد تصيبه في ماله وفي عرضه وفي مستقبله.

فالجريمة التي تقع على الطفل تكون أشد قسوة في التجريم والعقاب، وجرائم الشرف والعرض اذا وقعت على طفل أفرد لها القانون عقوبات أشرس مما تقع على البالغ.

وكان هذا حرصا من المشرع على حماية الطفل لأنه يكون ناقصا للإدراك وناقصا للأهلية في التعامل.

كما حرص المشرع على إبطال جميع التصرفات المالية التي يجريها الطفل القاصر والتي تضر به ضررا محضا وأبقى المعاملات التي تنفعه نفعا محضا وهذا كله مصلحة للطفل وحماية له كرسها له القانون.

كما منح القانون الحماية للطفل من الأسرة ذاتها، ففي حالات الطلاق بين الزوجين نظم القانون أحقية انتقال الحضانة تبعا لمنفعة المحضون، كما فرض نفقة حضانة على ولي الأمر لمصلحة المحضون.

وسمح القانون بأن يرفع أمر المحضون أمام القضاء المستعجل وذلك بالأمر على عريضة في نفقته وفي استخراج البطاقات المدنية وجواز السفر، كما حرص المشرع على حماية المحضون من الحاضنة من أخذه والسفر به بأن جعل قيد سفره مرهونا بأمر وليه وذلك حماية للمحضون الطفل.

وجعل حق الرؤية واجبا لا يجوز التنازل عنه لأنه مقرر لمصلحة المحضون، فكل أمر متعلق بمصلحة المحضون لا يجوز لأي أحد التنازل عنه لأنه مقرر لمصلحته فلا يجوز التنازل عنه.

فكل هذه الحماية للطفل في شتى المجالات تبين اهتمام المجتمع بالطفل وتنشئته التنشئة الصحيحة التي تبنى على الحب والعدل والتسامح والاخاء والرقي والازدهار.

لأن الطفل هو مستقبل هذا البلد وزهرة شبابه، فلا بد لكي تنمو الشجرة وتنتج لنا ثمارا لابد من أن نرعى نموها وهي في طورها النباتي الأول، فلا بد أن ينشأ الطفل في بيئة صالحة خالية من المشاكل والأحقاد والتخلف والكراهية، (يجب أن نزرع فيه الحب والتآلف والإخاء وحب البلد والرقي والتقدم لكي يرتقي ويعلو شأن البلد).

Baderal3loosh1@gmail.com

الأنباء