آراء ومقالات المزيد

حدث | حلم المستقبل الطلابي مشروع وطن - بقلم : د. سعود أسعد الثاقب

22/11/2018 12:36 ص
حدث | حلم المستقبل الطلابي مشروع وطن - بقلم : د. سعود أسعد الثاقب
**

مع انطلاق المؤتمر السنوي للاتحاد الوطني لطلبة الكويت ـ فرع الولايات المتحدة الأميركية اليوم الخميس، والذي سيشهد اجراء انتخابات الاتحاد، رجعت بي الذكريات الجميلة في العمل النقابي، ولتجربة أول انتخابات، وسر لا يعلم به الكثير، لن أنسى الإحباط الذي أصابنا به بعد مشاركتنا الأولى في سنة 2004، وعلى الرغم من تحقيق أعلى رقم لقائمة جديدة في تاريخ العمل النقابي، لكن الفرق كان كبيرا والنتيجة محبطة، لدرجة أن أحد رفاق الدرب د.عيسى النشمي قال لي بالحرف: «بس خلاص لازم نوقف شغل القائمة، محنا قد الانتخابات والعمل النقابي»، كنت مقتنعا بكلامه من داخلي لكن ردي كان «صحيح أننا لم نوفق لترك البصمة التي نطمح لها، لكن ممكن أن يأتي جيل يقدر على إنجاز ما نحلم به، فالقائمة لازم تستمر واحنا لازم نبتعد».

كنا مجموعة من الشباب مهمشين من غير تمثيل، وكنا نستنكر عملية تسييس الحركة النقابية، وتحويل الاتحاد إلى وسيلة لنشر الفكر الليبرالي الدخيل على مجتمعنا، فابتدأ التفكير بعدم السكوت على الواقع ومحاولة التغيير، ثم انتقل الحلم إلى تأسيس كيان يسعى لاستقلالية الحركة الطلابية مبني على الأفكار المحافظة التي نشأنا بين أحضانها في إطار وطني ديموقراطي.

ومنذ ذلك اليوم كل جيل يمر على القائمة يثبت للكل انه أفضل من الجيل الذي قبله، تتغير الأسماء وتظل الرسالة واحدة، تتغير الوجوه وتظل المبادئ ثابتة، لأن همنا واحد وهدفنا واحد ورسالتنا واضحة، «نتغرب ونتطور بس ما نتغير»، محافظون على هويتنا الكويتية الأصيلة اللي نفتخر بها، ثابتون على مبادئنا اللي تربينا عليها بين أهلنا، في إطار ديموقراطية محافظة لا تحلل حراما ولا تحرم حلالا، ونبتعد فيها عن الشبهات والأمور التي تشق وحدة صفنا الوطنية.

فتجربة العمل النقابي من أغلى وأجمل التجارب، تجربة تعلمت منها وكسبت منها أكثر بكثير من الذي تعلمته في كل المدارس والجامعات، فأفتخر بأنني أحد خريجي مدرسة المستقبل الطلابي، والتي أكسبتني معرفة ناس هم رصيدي وشهادتي الحقيقية، وأصبحوا عائلتي الثانية، والتي يجمعنا فيها هم ومشروع وطني واحد في ظل قيم نعتز بها.

فكانت «المستقبل الطلابي» ولاتزال القائمة الوحيدة التي استطاعت جمع الصوت المحافظ بكل أطيافه تحت مظلة واحدة، ليس فقط في أميركا إنما في تاريخ العمل النقابي الكويتي، وأول قائمة في تاريخ العمل النقابي تأسس مجموعة مستقلة لخدمة الطلبة المستجدين، وأول من أسس مجموعة مستقلة لخدمة طلبة الدراسات العليا، وحين قادت دفة الاتحاد نظمت أكبر تجمع للكويتيين في الخارج في تاريخ الكويت.

أعترف بأن التجربة لم تكن وردية، وان التحديات كانت صعبة في أغلب الأحيان، والمشاكل كانت موجودة في كل سنة، وان هناك أخطاء لمن أراد أن يتصيد، فمن يعمل يجب ان يخطئ، وجيل اليوم الذي يقود القائمة أدرى وأقدر على الرد على كل الاتهامات والشبهات، لكن الحقيقة التي يستحيل إنكارها، أن الشباب المحافظ استطاع أن يحقق المستحيل، وترك بصمته وتغلب على تيارات وأحزاب، وحقق الاستقلالية لاتحاد أميركا وصنع الهيبة لطلبتنا هناك.

حلم المستقبل الطلابي في «بناء كويت مصغرة بالغربة» تحقق على أيدي هذا الجيل، ودورهم اليوم نقل هذا الحلم الى مشروع حياة، مشروع يحتاجه كل كويتي وكويتية، مشروع يركز على المشتركات التي تجمعنا تحت مظلة المحافظة التي تربينا عليها، مشروع يعزز وحدتنا الوطنية ويجمعنا ما يفرقنا. ولا أنكر أن الحلم أصبح أكبر والتحديات أصعب، لكن كلي ثقة أنه لا شيء مستحيلا على شباب الكويت المحافظ.

Althaqeb@cba.edu.kw

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد