حدث | حُسن الخاتمة - بقلم : يوسف عبدالرحمن
21/02/2019 01:23 ص
كاتب 1
**
y.abdul@alanba.com.kw
من الجمل الجميلة التي تدور في مجتمعنا بكثرة عبارة «حسن الخاتمة»!
فماذا تعني هذه الجملة؟
ما من مجلس وفاة إلا وتُذكر فيه «علامات حسن الخاتمة».
تعالوا معي أعزائي القراء الكرام في «جولة تفسيرية» على الورق لمعاني هذه الجملة، وعلى من تنطبق؟ وعلاماتها؟ وأبوابها؟
عندما يموت الإنسان ويُغسّل ويُكفّن أحيانا كثيرة يرى الذين يرافقون الجثمان آيات ودلائل على حُسن القبول، مثل ابتسامته أو دفنه في يوم ماطر في فصل الصيف!
وهذه العلامات التي سأذكرها يُستدل بها «كعلامات بيّنات» على حسن الخاتمة، كتبها الله بفضله ومنّه لهذا الميت أو ذاك ذكرا أو أنثى.
وهي من البشارات له ولأهله ويا لها من بشارة وفرحة وتتمثل في صور كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
- أن ينطق الميت في آخر لحظاته لا إله إلا الله، ومن قالها: دخل الجنة.
- أن يرشح (جبين الميت) أي يعرق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «موت المؤمن بعرق الجبين».
- الموت في ليلة الجمعة أو نهاره يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر».
- الاستشهاد والموت مرابطا في سبيل الله.
قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع أجر المؤمنين) (آل عمران: 169- 171).
وبعضهم تجد جنازته خفيفة تطير بين الأيدي، وبعضها تفوح عطرا وهو لم يعطر!
- الموت بالطاعون، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الطاعون شهادة لكل مسلم»، وأيضا داء السل.
- الموت بداء البطن، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ومن مات في البطن فهو شهيد».
- الموت بالغرق والهدم والحرق.
- موت المرأة في نفاسها.
- من قُتل دون ماله فهو شهيد.
- ومن قُتل دون مظلمته.
- الموت على عمل صالح.
ما أروع صور حُسن الخاتمة وهي تتنوع حسب منزلة هذا الميت أو ذاك.. هم والله محظوظون.
٭ ومضة: ما أجمل أن نعود الى الكتاب والسُّنّة وفهمهما على النهج الذي كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم.
٭ آخر الكلام: إحياء التفكير الإسلامي في كل القضايا لإزالة الجمود الفكري والتحلي بآداب الإسلام وأخلاقه في كل الشؤون بما فيها الموت ودلالاته خاصة حُسن الخاتمة.
٭ زبدة الحچي: في الحياة وأنا أشيّع الموتى في الكويت وخارجها هناك جنازات شاهدتها، فيها ما فيها من صور حسن الخاتمة خاصة أولئك المهتدين الجدد الذين يعلنون إسلامهم ثم يتوفاهم الله، ولهذا نذكّر اليوم (بحسن الخاتمة) لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أكثروا ذكر هادم اللذات. وهذا يعني الموت!
لهذا على الإنسان الموحد أن يستشعر الموت في كل الأوقات فيُكثر من الأعمال الصالحة خاصة مع تقدم العمر وظهور الشيب.
الدعوة مني لكم بالإكثار من الصدقة لأنها تدفع ميتة السوء وتكون سبباً لحسن الخاتمة.
كم من واحد مات في سبيل الله أو وهو يقرأ القرآن الكريم، أو صائما أو ساجدا أو يطلب علما أو مُحْرِما.. تتعدد الصور لكنها كلها تدل على حُسن الخاتمة؟
كم من شاب دفناه وجدت إشراقة وجهه وابتسامته، وكان معروفا بالصلاح والتقوى ورأينا كيف تثني الناس عليه.
اللهم إني أسألك لي ولكل من قرأ هذا المقال حُسن الخاتمة، ربنا أحسن رحيلنا إن حان وقتنا.
اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة.. ومنزلتنا الفردوس الأعلى من الجنة، اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة ونعوذ بك من سوء الخاتمة.. آمين.
في أمان الله.
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع