آراء ومقالات المزيد

حدث | خداع المصطلحات - بقلم : فاطمة المزيعل

20/05/2018 12:19 ص
حدث | خداع المصطلحات - بقلم : فاطمة المزيعل
**

بسبب حاجة البعض المفرطة لجذب الانظار، ومن اجل الحصول على الشهرة والمبالغ الطائلة من المال، جعل اولئك البعض من ابنائهم وبناتهم أضحوكة للعالم، معتقدين أن كل من سينظر لهم، سينظر لهم بأنهم أعجوبة من أعاجيب الزمان، لكنهم في الواقع هم بعيدون كل البعد عن جميع المصطلحات الأعجوبية.

فهم مجرد مزيج من الطوابع المختلفة اختلافا جوهريا، بخضوع مبتذل، مصطنع، رخيص جداء، قام بإعداده آباؤهم وأمهاتهم المرائين الأغبياء، من خلال استنزافهم لأطفالهم واستغلالهم ماديا، وإظهارهم بصور لم تزل تثير حيرتي!

فأنا لم أر سوى أطفال كالدمى، تهالكوا على الظهور المخزي والجريء، مختلفين عن غيرهم من الأطفال، تجردوا من طفولتهم، بسبب ثورة التكنولوجيا التي التهمت أعمارهم وبراءتهم.

أطفال مزيفون، يقومون بتصرفات معينة، بتعليمات من أهلهم، على سبيل البراءة والعفوية والضحك، لكنها في الواقع هي تصرفات مشمئزة، لا تمت للطفولة والبراءة والعفوية بأي صلة، بل إنها تدل دلالة واضحة، على ضحالة وسطحية فكر آبائهم ‪وأمهاتهم‬، ما جعلهم يستخدمونهم كسلعة رخيصة كاسدة، ليتربحوا من ورائهم، أرباحا جسيمة من خلال (هبلهم، عبطهم، حركاتهم، رقصهم، جرأتهم، وطول لسانهم)، هذا فقط لأننا أصبحنا نعيش في عالم مولع بالأمور المادية، ويهتم بشغف بها.

أتساءل أحيانا، هل وصلت حماقة البعض منا، بأن يظهروا أبناءهم للمجتمع بتلك الصورة المخجلة!

فقط من اجل الشهرة وجني المال!

وليكونوا اكثر تأثيرا وسطوة من غيرهم، ويصبحوا بعدها مدعاة لجلب الكثير من الاهتمام في الترويج للدعايات والإعلانات؟

أين تبخرت اسس تربيتنا لأبجديات تعليمنا لأبنائنا؟! لنرفع من شأنهم، وننزههم عن الانحدار إلى مزالق الأهواء والأطماع الشخصية، فنحن لسنا بملزمين بأن نطبق كل ما نراه في واقعنا على ابنائنا، لنجعل منهم أراجوزات مصغرة.

فما نراه الآن ما هو إلا عبارة عن ثقافة منحطة مريضة، جعلتموها قناعة راسخة في أبنائكم، لا تملك القدرة على التعامل مع غيرها من الثقافات الراقية، والتي يفترض أن ننمي مفهومها الإيجابي لديهم، لإثبات ذواتهم وقدراتهم، ونطور معاييرهم القيمية المكونة لشخصيتهم، ولنعزز تكويناتهم المدنية التربوية ونثقفهم، لا أن نجعلهم عرضة لتلك الانتقادات البشعة، التي يندى لها الجبين.

جميعنا ندرك ان التربية، في إعداد الناشئة، هي اللبنة الأولى لبناء المجتمع الصالح، لما يترتب عليها من منافع خاصة وعامة.

قال ابن القيم ـ رحمه الله:

فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد