**

تعلم العلم أمر مطلوب للإنسان سواء في أمور الدنيا أو الآخرة، فالعلماء ورثة الأنبياء، كما أنهم سادة القوم في مجتمعاتهم لهم احترامهم وتقديرهم ومكانتهم وذلك لما توصلوا إليه من علم ومعرفة.

والعلم في أمور الدين تقوم عليه العبادة ويصلح به العمل ويصل به المسلم الى أعلى المراتب، لذا بين المولى أهمية العلم للإنسان فقال في سورة الزمر (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وقد اهتم العلماء بدراسة العلم وأخذه من شيوخهم سنوات طوالا تصل إلى نصف أعمارهم، يعرفون به طاعة الله وعبادته ويرشدون الناس إلى الطريق القويم، فكان بعضهم يلازم مجلس الإمام مالك عشرين عاما والآخر لا ينقطع عن ابوحنيفة سنوات عديد حتى يحوزوا مرتبة العلماء، وهكذا.

وللعلم رجال يتصفون بالإخلاص والهمة والحرص، وليس كل المسلمين باستطاعتهم كسب العلم لتفاوت مهاراتهم وهممهم فهم يكتفون بما يحتاجون اليه من علم لأداء عباداتهم، فالتاجر يحتاج لأن يعرف أحكام التجارة، والمتزوج عليه أن يعرف أحكام النكاح، وهكذا، فلا يلم بالأحكام كلها إلا العلماء وذلك لتعليم العامة بدينهم.

***

خطبة الجمعة السابقة طرح فيها الشيخ جزاه الله خيرا حلقة علم سريعة شرح فيها أحكام النكاح بتفصيل مختصر وأظنها خطبة من إعداد المكتب الفني في قطاع المساجد، هذه الخـــطبة ضاع بها مجموعة من المصلين فبعـــضهم غير متزوج وبعضهم كبير في السن ولن يتزوج والكثير منهم شـــباب صغار فالكل يحتاج الى تفسير هذه المصطلحات ومعرفتها، حتى أصبحت الخطبة درسا عمليا بطلبة علم مجتهدين، فهم جاؤوا لترطيب قلوبهم ورفع إيمانياتهم وتقربــهم إلى الله بالذكر والصلاة والدعاء والصلاة عــلى الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه أذكـــار الجمعة وسننها وليس الخطبة تكون درسا علمـــيا تثنى به الركب أمام المشايخ.

mqarawi@hotmail.com

الأنباء