آراء ومقالات المزيد

حدث | دور المعلم.. كوسيلة إعلامية - بقلم : د. أحمد حسين الفيلكاوي

22/06/2018 12:32 ص
حدث | دور المعلم.. كوسيلة إعلامية - بقلم : د. أحمد حسين الفيلكاوي
**

تبادر الى ذهني في فترة من الفترات الكثير من المصطلحات التي لا بد أن تدخل مجال التربية لتعزيز وتقوية دور ومكانة المعلم.. ومن الأصح أن نعطيه مسمى قد يكون جديداً على الساحة التربوية والإعلامية.. وهو «المعلم كوسيلة إعلامية».. هناك من أيدني على هذا المصطلح.. وهناك من وجد أنها أحمال وأثقال على كاهل المعلم.. ولكن.. لم هذا؟!
هذا المصطلح يمكن أن يمارسه المعلم من دون أن يتفرد فيه فيثقل أحماله.. حيث يمكن للمعلم أن يمارس هذا الدور من ضمن حياته اليومية مع الطلبة.. فلو نظرنا إلى الواقع فإن هناك فجوة كبيرة بين المعلم والطلبة، حيث إن نظرة المعلم إلى طلبته لا تقل سوداوية عنه، فهو غالبا ما يرى في طلبته مجموعة من الأشخاص الذين لا يسعى معظمهم للعلم وتحصيله، بل للحصول على الشهادة العلمية بقليل من الجهد، وأن هذا الجيل ليس كالأجيال السابقة في جده واجتهاده، وقليل ما يتميز المعلم بعلاقات جيدة مع طلبته، ويساعد على ذلك أن قوانين وأنظمة المؤسسات التعليمية لا تنظم مثل هذه العلاقة من خلال الصفوف الدراسية..
كما أن إعداد المعلمين في الغالب لا يتضمن طرائق التعامل مع الطلبة، وإنما تجعل ذلك وفقاً للأنظمة واللوائح ووفقاً لاجتهادات المعلم أثناء أدائه للخدمة، ومن هنا نشأت حالة من الانفصال بين المعلم وطلبته، وتراجع دور المربي والقدوة إلى دور آلي خال من الروح الإنسانية، ويكون الضحية في ذلك هو الطالب الذي جاء إلى المؤسسة التعليمية مثقلاً بكثير من الأسئلة التي يحتاج إلى إجابة عنها، وربما جاء بقيم وأفكار ومعتقدات ومفاهيم تحتاج من المعلم إلى تصويبها أو تأكيدها، خاصة أنه يعيش في نظام تعليمي يفتقد في كثير من جوانبه إلى حرية التعامل والحوار.. كما يفتقد إلى أسس التعلم الذاتي الصحيح، التي هي أهم ركائز التعليم، فالمعلم يعتبر محور العملية التعليمية، يقوم على صياغة تفكير الإنسان وتربيته وتطوير مهاراته.
ومن جانب آخر، فإن المعلم، كقيادي سيكون مختلفاً تماماً في القرن الواحد والعشرين عن المعلمين في الأجيال الماضية؛ لأنهم سيواجهون مشكلات عديدة، كثيرة التعقيد، لذلك فإن هذه المشكلات تحتاج إلى طرق جديدة وأساليب مختلفة في التفكير وهكذا.
والمعلم في ضوء طبيعة دوره الذي يؤديه، وما يلقيه عليه هذا الدور من مسؤوليات، يعزز فيه الإيجابيات ويعالج السلبيات التي تعترض طريق الإبداع والنجاح، وعدم تعليق الإخفاق على الظروف الصعبة للمدرسة أو للعاملين، والمعلم الناجح هو الذي يبدع في ظل الإمكانات المتاحة.. وهذا هو الدور الجديد للمعلم كوسيلة إعلامية مضافة للوسائل المعروفة ليكون أكثر إقناعاً ومصححاً ومجدداً للأفكار والتوجهات والمعلومات المضللة والسلبية التي يستقبلها الطالب من وسائل الإعلام المختلفة..
وبذلك، فإن المعلم الناجح يعد وسيلة إعلامية حوارية فعالة، وأصبح لزاماً تبني رؤية جديدة للمعلم كوسيلة إعلامية، قادر على لعب دور المربي والمعلم والإعلامي والمصلح والمقيم والداعية والمرشد، وهذا يحتاج إلى تدريب وتثقيف.. وهذه مسؤولية التربية والتعليم وكليات التربية أيضاً.

Drahmadkw@

القبس

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد