آراء ومقالات المزيد

حدث | ديكتاتورية الدهماء - بقلم : صالح الشايجي

20/08/2018 01:08 ص
حدث | ديكتاتورية الدهماء - بقلم : صالح الشايجي
**

قبل ما يقارب أربع سنوات توفيت الفنانة المصرية الممثلة فاتن حمامة. قضت فاتن حمامة في مجال التمثيل وبالذات السينمائي ما يزيد على سبعة عقود، قدمت خلالها العديد من الأدوار المختلفة وأغنت السينما العربية بكنوز وتحف فنية رائعة وراقية بحيث صارت من مرجعيات السينما العربية. هذا يعني أن فاتن حمامة الممثلة المصرية طورت في الشخصية العربية عامة وليست المصرية على وجه الخصوص من خلال عديد الأدوار التي قدمتها. ولقد نالت فاتن حمامة في حياتها ما تستحقه من تقدير وفتحت لها القلوب قبل القصور وهي جديرة بذلك. بعد وفاتها في يناير 2015 وبعد أكثر من سبعة عقود من العمل الفني، فكرت الدولة المصرية بتكريمها من خلال إطلاق اسمها على إحدى مدارس البنات. وهذا أمر جيد تشكر عليه الدولة المصرية، ولكن ما لم يكن متوقعا وما هو بالجيد، أن يثور أهالي المنطقة المزمع إنشاء المدرسة فيها، رافضين إطلاق اسم ممثلة على مدرسة تدرس فيها بناتهم!! أذكر هذه الواقعة المؤسفة لأربطها مع ما سبق وكتبته في مقالتي السابقة يوم أمس الأول السبت، حول الرقابة الأهلية المتعاظمة والمؤثرة والتي طغت في قوتها وتنمرها على الرقابة الرسمية. هذا مع الأسف مؤشر تراجع تعاني منه دولنا العربية وبعض الدول الإسلامية استشرى في العقود الأخيرة وبلغ مداه بعد ما سمي بثورات الربيع العربي التي سلطت الجهل على العلم وسيدت الجهلاء على العلماء. لقد اكتشفنا أن التخلف فينا كشعوب عربية طبع لا تطبع، وأنه سمة من سماتنا التي يصعب التخلص منها في ظل حكم ديموقراطي وطني رشيد مسالم. لقد أثبتت الوقائع أن الدول العربية التي حدثت فيها الثورات وأسقطت حكامها وسارت فيما يسمى طريق الديموقراطية والحكم الشعبي، غدت أكثر انهيارا وفسادا من حالها أثناء حكامها الذين ثارت الشعوب عليهم وأسقطتهم. سلطة الشعب دون سلطان قوي ودون دولة قوية، تهور وفوضى وفساد يأكل أخضر البلاد ويابسها ويضر بالبلاد وأهلها، ولعل أحوال تلك البلدان الراهنة خير دليل على ذلك. ما عاد للدولة هيبة وما عاد الحاكم من أثر. إنها ديكتاتورية الدهماء. katebkom@gmail.com الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد