**

نعبر الأيام والسنين فتلهينا وتسرقنا من انفسنا، وتنسينا ذلك الطموح الجميل، الذي لا حدود له ولا زمن يتوقف عنده، فهو بمنزلة كنز لا يفنى أبدا.

طموح دائما ما يكشف عن تطوراتنا النفسية وارتقاءاتنا الوجدانية، ومن جميع إخفاقاتنا يخرجنا، ومن قيود خيبتنا وفشلنا يحررنا، وإلى الأعالي دائما يرفعنا.

طموح يبقينا على الدوام يقظين متطلعين، واثقين من انفسنا فخورين.

طموح نحن من يختاره ويحدده لا غيرنا، لذلك يتوجب علينا أن ننظر بروية له، وبشكل حدسي ومدروس نركز عليه حتى نتقنه، لنتمكن من التوغل في عمق ذواتنا، ونحافظ عليه من خلال استمرارنا وإصرارنا، لأنه وحده من يشعرنا بكفايتنا الشخصية وبقيمتنا، كما انه ينعش ويجدد أيضا روتين حياتنا.

يقال (على مقدار شدة الإصرار تتعدد العقبات)، أي أن العقبات وان اختلفت من واحدة لأخرى علينا، لكنها واردة لا محالة ولا بد من المرور بها، وما علينا إلا ان نجتهد فيما بعد في تشخصيها لتخطيها، لا أن ننكسر ونستمر بها وبسذاجتنا نستسلم لها، ومن ثم نلطم ونتهم زماننا، ونتلاوم عليها.

فواجه كل ما يعرقلك ويعرقل خطاك، دون ان تشعر بالعجز أو الفشل، استمر، واصل، راوض نفاد صبرك دون تذمر، كي لا تدفن هروبك في قاع نفسك، فتدحض تطلعاتك وقدراتك، وتتجاهل كل ما كنت ترنو للوصول إليه من أحلامك وأمنياتك.

واعط لنفسك المساحة الكافية للتفكير، والفرصة الوافية للتدبير، لتساعدك، لتلهمك، لتضيء دربك، وكي لا تسمح للظروف أبدا بأن تقتل طموحك وتهدم هدفك.

فرصة قد تفسح مجالات عديدة لك، لاحتمالات كثيرة علها تناسبك وتوافق ميولك وترفع من وعيك، لتحصل على كل ما يمثل حقيقة شخصيتك وذاتك.

لا تحبط فتزهد بكل طقوس الحياة المحيطة بك، لا تيأس فتفقد قيمة الأشياء التي لديك، فلعلك غافل عن منظورك الخاص، وكنت بحاجة لأن تغير مسارك لمسار آخر اكثر موائمة لك، مسارا على التكيف بالخطى سيساعدك.

فأصنع من عقباتك إرادة قوية وصارمة، لتجعلك شخصا قادرا على النهوض مهما تعثرت وخسرت وفشلت، حطم عثراتك باستشعار رائع، فلا شيء يمر في حياتك عبثا، وتذكر أن وحدهم أولئك من يجرؤون على الفشل الذريع، هم أنفسهم الذين بإمكانهم تحقيق كل ما هو مبهر وعظيم.

يقول وينستون تشرشل:

«الطموح والنجاح هو الانتقال من فشل إلى فشل، دون أن تفقد حماسك والأمل».

الأنباء