آراء ومقالات المزيد

حدث | سيارة «الإسعاف»! - بقلم : يوسف عبدالرحمن

23/09/2019 12:28 ص
حدث | سيارة «الإسعاف»! - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

سيارة الإسعاف في الكويت ظاهرة حضارية!

تقولون: كيف؟

جيلنا المخضرم يحترم جدا «سيارة الإسعاف» وهي تؤدي دورها في الشوارع والطرق وتشق طريقها لأقرب مستشفى!

وأنا أكتب لكم في هذا الموضوع يحدوني الأمل في «ثقافة جديدة» نورثها للجيل الحالي ومعهم هذا الكم من «الوافدين»، وكثير منهم صار يقلد ما يراه في شوارعنا للأسف!

أعطيكم نبذة تاريخية عن «سيارة الإسعاف» في بلدنا الكويت، حيث اشترت دائرة الصحة أول سيارة إسعاف في شهر ديسمبر 1949 من طراز «فورد» لإنقاذ المرضى والمصابين في البلاد، ولتخدم المستشفى الأميري وكان يعمل عليها سائقون بنظام النوبات وكان فيها مسعفون وأحيانا ممرض أو ممرضة للعناية بالمريض أثناء نقله بسيارة الإسعاف.



كانت الناس تفتح الطريق بمجرد سماع «صفارة» سيارة الإسعاف وليس كما نراه اليوم من ظاهرة معيبة تتمثل بنوعين من «السواق»، النوع الأول يمشي أمام سيارة الإسعاف مستغلا فتح السواق الطريق لسيارة الإسعاف! والنوع الثاني وقح يلتصق بسيارة الإسعاف يريد تخطي كل السيارات التي أمامه وفي حال «توقف» سيارة الإسعاف لأن الشارع «مسكّر» قد يعمل حادثا مميتا له وللإسعاف معا، للأسف!

أعود لتاريخ سيارة الإسعاف ففي عام 1952 تم شراء سيارة إسعاف ثانية وكان بها طبيب وممرضون وممرضات، وفي عام 1962 تم شراء سيارتين، ومع افتتاح مركز للإرسال اللاسلكي استفادت الإسعاف في الكويت من هذه الخدمة وزاد عدد السيارات إلى عشر سيارات إسعاف بنظام النوبات للأربع والعشرين ساعة وزودت بهذه الخدمة الجديدة وتخدم ستة مستشفيات. في عام 1975 زار الكويت خبير الإسعاف البريطاني كوك وقدم تقريرا عن خدمات الإسعاف وفوائدها وكيفية تطويرها فوصل عدد سيارات الإسعاف إلى أربعين سيارة في عام 1975.

وفي التاسع من يونيو 1977 صدر قرار بإنشاء «قسم الإسعاف» برئاسة عبدالرضا عباس، وكانت هذه بداية انطلاقة حقيقية لخدمات الإسعاف وكان أول مركز حدودي للإسعاف افتتح في كل من «النويصيب - السالمي - أم العيش»، لازدياد الحوادث على طرق السفر.

وفي عام 1978 تم تخريج الدفعة الأولى من رجال الإسعاف بالتعاون مع الإدارة المركزية للتدريب والهيئة العامة للتعليم التطبيقي وكان عددهم 51 مسعفا وفي نهاية عام 1978 أقيمت الدورة الثانية، حيث تخرج فيها 49 متدربا تم إرسال اثنين منهم للدراسة في المملكة المتحدة للتخصص في مجال تدريب الإسعاف.

وفي 1979 تم افتتاح ستة مراكز وزعت على مناطق الكويت ولتشمل كل المناطق.

والنقلة النوعية أراها في إنشاء إدارة الطوارئ الطبية التي استوعبت كل أنواع حوادث الطرق وعملت كجهة تنسيق بين الخدمات الصحية، وكان يرأسها د.سعد المنيع ونائبه د.محمد الشرهان الذي تولى الإدارة بعد تحرير الكويت.

في عام 1998 حصلت إدارة الطوارئ الطبية على شهادة الجودة كأول جهة حكومية تحصل على هذه الشهادة القيمة وكانت تصل للمصاب في الحادث خلال 8 دقائق!

الحمد لله اليوم الإسعافات بالمئات والعاملون عليها طواقم مدربة والإسعافات نفسها بمواصفات «أوروبية» وصرنا نحقق المعدل الزمني العالمي في تلبية بلاغات الحوادث وهو كما ذكرت 8 دقائق!

٭ ومضة: تحية تقدير وثناء لجميع العاملين في هذه المراكز والسيارات فسيارة الإسعاف اليوم ليست مجرد وسيلة نقل، وإنما مستشفى متنقل وتقدم خدمات طبية عاجلة لكل محتاج وهي مزودة بكل جديد مثل أجهزة الأوكسجين والحقن والأدوية وجهاز الصدمات الكهربائية ومعدات الإنعاش وشعارهم في حال تعرضك للخطر، لا سمح الله «الأرواح غالية والمسؤولون محاسبون»!

ولهم أيضا تاريخ حافل بالإنجازات في بعثات الحج وجديدهم اليوم الإسعاف الجوي وتميزهم بالإخلاء الطبي للمرضى خارج الكويت.

٭ آخر الكلام: جميل الإسعاف الجوي وهو يمثل نقلة نوعية للتعامل مع الأزمات والوصول إلى الأماكن البعيدة والنائية والجزر، وهناك ضرورة للتوسع في هذا النوع بتوفير مهابط خاصة للطائرات العمودية ومناطق آمنة حول موقع الحادث حماية للطائرات والمسعفين من رعونة أصحاب السيارات!

أتمنى إدخال (الإسعاف) كمقرر في المناهج لتربية الأطفال والتلاميذ والطلاب على (توقير) دور سيارة الإسعاف والقائمين عليها.

٭ زبدة الحچي: نريد حملات توعية مجتمعية لهؤلاء «المستهترين» الذين يتعاملون مع سيارات الإسعاف بنوع من الاستخفاف والرعونة وكأنهم في سباق معها!

وإن على السلطات المعنية بهذا الأمر تطبيق أقصى العقوبات على هؤلاء «الجهلة»، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب!

كما نتمنى على الطوارئ الطبية إدخال «عيالنا» المسعفين في كل الدورات الجديدة التي ترفع من قدراتهم وأدائهم ليكونوا على الدوام في أعلى مراتب الجاهزية!

كل المجتمع الكويتي يفخر بعيالنا وبناتنا المسعفين القائمين على أمر «الإسعاف» وخدماتها الجليلة لمجتمعنا، ونقول لمن عولج حمدا لله على سلامتك، وللمصاب خطاك السوء!

عزيزي السائق: إن رأيت سيارة الإسعاف أو سمعت صفارتها افتح لها الطريق لتساهم معهم في إنقاذ المصاب والمريض، وشكرا من القلب لكل سائق إسعاف ومسعف.. وبيض الله وجوهكم، وجزاكم الله خيرا.. وفي أمان الله.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد