آراء ومقالات المزيد

حدث | سيرة الحب - بقلم : صلاح الساير

22/11/2018 12:34 ص
حدث | سيرة الحب - بقلم : صلاح الساير
**

يعكس الحب حاجات لدى الإنسان الذي يتعلق بمن يلبي حاجاته ويحقق له مصالحه. فالزوج يحب زوجته لأنها ترعى بيته وتنجب له العيال، وهي تحب زوجها الذي يرعاها ويرعى عيالها. وتتعدد حالات الحب بتعدد حاجات الإنسان الذي ربما خجل من إطلاق صفة (المصلحة) على مشاعر الإعجاب والانجذاب والتعلق بين اثنين يحقق كل منهما مصلحة للآخر. فأطلق البشر كلمة (حب) مجردة من السبب (المصلحة)! فكان ذلك الحب بوابة لمتاهة كبيرة دخلها الإنسان ولم يجد له مخرجا منها حتى اليوم.

***

أرتبط الحب في العالم بالزواج. ومع الاستقلال المادي للنساء العاملات انخفض معدل الزواج في المجتمعات البشرية نتيجة لانخفاض معدل (الحب) الناجم في حقيقة الأمر عن انتفاء المصلحة أو الحاجة المادية للمرأة التي أصبحت تعمل وتوفر قوتها وحاجياتها. ويحدث في حياتنا الشخصية ان نعجب (نحب) أشخاصا بسبب شخصياتهم التي توفر لنا الإشباع المعرفي أو الترفيهي أو الاجتماعي أو العاطفي ثم بعد مرور الوقت ينحسر ذلك الإشباع (المصلحة) لاكتشافنا جوانب أخرى بشخصياتهم فينحسر الإعجاب ويضمر الحب وقد يتحول إلى كراهية.

***

ينكر البعض حقيقة (الحب المصلحة) ويبقيها في دائرة المسكوت عنه. ويؤكد وجود (الحب القدري) أو (غير المشروط) وبعضنا يسوق أمثلة عن العاشق المسحور/المجنون كدليل على صحة اعتقاده. بيد أنها أمثلة تجافي الصواب. ذلك ان العاشق المسحور (مجنون ليلى) هو بالأساس مجنون أو مريض نفسيا. أقصد انه يعاني من اعتلال في شخصيته، وربما يعاني من حرمان ما، أو علل أخرى في جوف عقله الباطن تخرج على شكل عشق جنوني. فينتحر من أجل حبيبته أو يقدم على أمور جنونية هي في حقيقتها أعراض لمرضه وعلته الباطنية. اما الحب فعقل وتعقل وتدبر ومصلحة متبادلة بين اثنين.

www.salahsayer.com

@salah_sayer

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد