**

صحة القلوب في جميع الأعمار أصبحت في خطر ليس فقط على مستوى الكويت ولكن على مستوى جميع دول العالم والأرقام توضح أن الوفيات بسبب أمراض القلب تحتل المركز الأول بين أسباب الوفيات، ولحسن الحظ أن صحة القلوب يمكن المحافظة عليها من خلال تعديل سلوكيات الحياة اليومية والابتعاد عن عوامل الخطورة التي تهدد صحة القلب وفي مقدمتها التدخين والتغذية غير الصحية عالية المحتوى من الأملاح والدهون والسكريات وقليلة المحتوى من الألياف والخضروات والفواكه.

وكذلك فإن الخمول البدني وما ينتج عنه من سمنة وزيادة وزن تدخل ضمن عوامل الخطورة لأمراض القلب وغيرها من الأمراض المزمنة غير المعدية مثل السكر والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة.

ويجب نشر الحقائق وتبسيط المعلومات وتقديمها للمواطنين من خلال مبادرات مجتمعية مستدامة من أجل كويتيين أصحاء لأن الأمراض المزمنة تعرقل التنمية.

إن الزملاء الأطباء مشغولون يوميا بالكشف على العديد من المرضى في أقسام الحوادث والعيادات الخارجية ومراكز الرعاية الأولية، أما وزارة الصحة فإنها أمام أولويات قد تبدو مختلفة الآن، فالوزارة مشغولة بإعادة ترتيب البيت من الداخل والاستعداد لافتتاح وتشغيل مستشفى جابر الأحمد ومستشفى الجهراء ولو تشغيلا جزئيا بما هو متوافر من إمكانيات حالية، ولو لم تسارع الدولة بالوقاية والتصدي للأمراض المزمنة وحماية صحة القلوب فإن تكاليف علاج الحالات والتقاعد الطبي بسبب تلك الأمراض ستزداد بينما من الممكن تطبيق ما سبقتنا له الدول المتقدمة وإطلاق المبادرات المجتمعية المنظمة والمستمرة لتعزيز صحة القلوب بالتوعية بالغذاء الصحي وتشجيع وتوفير أماكن ممارسة الرياضة بصفة يومية ومحاربة السمنة وزيادة الوزن ومحو الأمية الصحية من خلال نشر المعرفة وإتاحتها للجميع.

وإن مسؤوليات التوعية والمبادرات المجتمعية من الممكن أن تقوم بها المحافظات، ولنستفد من خبرات المحافظين القيادية والذين يهمهم أن يضاعفوا الجهود لبناء أجيال من الأصحاء ويستطيعون وضع الآلية المناسبة لإطلاق مبادرات تحت إشرافهم ورعايتهم لتعزيز صحة القلوب بمحافظاتهم والتي سيكون لها المردود الإيجابي على التنمية المجتمعية.

وأتمنى أن تنطلق من كل المحافظات مبادرات متميزة تحت رعاية المحافظين بالتزامن مع يوم القلب العالمي الموافق 29 سبتمبر من كل عام لتعلن المحافظات عن مبادراتها بالتوعية وحملات الفحوصات الطبية للاكتشاف المبكر لعوامل الخطورة لأمراض القلب لأن الوطن بحاجة ماسة إلى أجيال من الأصحاء القادرين على القيام بالمسؤوليات لتحقيق التنمية وهي ليست أدوارا بديلة لدور وزارة الصحة بل مكملة لها لأن الصحة مسؤولية مشتركة.

الأنباء