آراء ومقالات المزيد

حدث | صقالة - بقلم : فاطمة المزيعل

25/09/2018 12:22 ص
حدث | صقالة - بقلم : فاطمة المزيعل
**

جميعنا نعلم أن كل ما يحدث لنا في حياتنا، إنما هو يحدث لحكمة ما، من عند الله سبحانه وتعالى، إما لتبصرنا، أو ترشدنا وتوجهنا، أو تحمينا وتحصننا، أو تقوينا وتمكننا.

حكمة ترينا حيثيات الأمور، والتي عادة ما تشع للإنسان طريقه، فلو تأملنا على سبيل المثال، حياة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، منذ ولادته حتى وفاته، فلقد كانت مليئة بالأحداث، والمواقف، والصعوبات، والعثرات.

عندما تزوج من السيدة خديجة رضي الله عنها، كان زواجه لحكمة أرادها الله، فلقد كان هو آنذاك شابا صغيرا، يتيما وفقيرا، وكانت هي سيدة كبيرة، أرملة، ذات شرف ومال، وذات نفوذ قوي، وهي التي طلبته للزواج من خلال صديقة لها، بالرغم من فارق العمر بينهما، وكان ذلك بسبب عمق اعجابها بكمال اخلاقه وعظيم صفاته.

فتزوجها في وقت فعلا كان هو فيه بأمسّ الحاجة لسيدة عظيمة مثلها، قوية، ذات بصيرة وحكمة نادرة، تقف معه، تؤويه وتنصره، وبنفسها تؤازره، وبمالها تدعمه، بالأخص في بداية نشر دعوته.

وعندما تزوج من السيدة عائشة رضي الله عنها، ايضا لحكمة ارادها الله، فلقد كان زواجه منها بأمر من الباري أتاه عن طريق المنام، فتزوجها بالرغم من صغر سنها وفارق العمر بينه وبينها، وأحبها وأصبحت من اقرب النساء إلى قلبه، كما كانت أم المؤمنين تتميز حينها، بأنها من أفقه نساء الأمة، واكثرهم علما وفهما، زاهدة، صابرة، تمتلك نفسا تواقه، شغوفة جدا للمعرفة،

ما جعل الرسول يحفظها كل أقواله، أحواله، أفعاله التشريعية، لتنقل الخاص والعام منها، فكم من حديث وحديث روي على لسانها.

فلا يفعل الله شيئا في هذه الدنيا سواء أفرحنا أو أحزننا إلا لحكمة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، وليست بمقارنة بهم وبتفاصيلهم، بل لمجرد التذكير، وكما يقال: «ان لكل شيء صقالة».

فلو تأملنا نحن في حالنا، وامطنا اللثام عن تدابير اقدارنا، وكم استهلكتنا تلك الظروف وأنهكتنا، والتفتنا لأولئك البعض الذين يملكون شيئا رائعا بداخلهم، يبعث الاستقرار في نفوسنا، بصرف النظر عن مدى اختلافهم واختلافنا، سنتيقن بأن الله سبحانه سخرهم لنا، اما لنكملهم أو ليكملونا.

منهم من لايزال يعيش بيننا، ومنهم من غاب غيابا ابديا عنا، لكنهم دائما كانوا بجانبنا، يسمعوننا، يكلموننا، يرشدوننا، يسدون الخلل الذي ينقصنا، وبالثقة يمدوننا، يلهموننا المعاني، وبوشاح نبلهم يزملوننا.

معهم نبحر في عوالم شخصيتنا، ونستقرئ معطيات حقيقة واقعنا، فتتضح معالم طريقنا، وما زرعوه هم من طمأنينة وأمان في دروبنا لنا.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد