**

في بحثه عن «الصراع بين عرب الخليج والبرتغاليين» يذكر الباحث د.جمال زكريا قاسم أنه «على الرغم من أن مصادر التراث المحلية في الخليج قد سجلت الانتصارات التي تحققت ضد البرتغاليين بداية منتصف القرن السابع عشر، إلا أنها لم تفسر الطريقة التي جاء بها البرتغاليون أصلا إلى الخليج، وبالتالي فلا تزال مواجهة عرب الخليج للبرتغاليين عند مجيئهم في حاجة إلى مزيد من الدراسة والتنقيب، وان كان مما لا شك فيه أن المواجهة الأولى كانت غير متكافئة نظرا إلى التفوق العسكري الذي كان عليه البرتغاليون».

> > >

لم يعرف الاستعمار البرتغالي في الخليج الهدوء. فرغم النزاعات الكثيرة بين القوى المحلية، استمر الرفض الشعبي للوجود الاستعماري. وفي كتابه «الغزو البرتغالي للجنوب العربي والخليج» يذكر الباحث محمد حميد السلمان «ان هذه المنطقة كانت من أكثر المناطق رفضا للغزو والوجود البرتغالي الذي بذل جهدا في السيطرة عليها. ولهذا كانت هذه المنطقة أسبق من غيرها في الخروج من ربقة الاستعمار البرتغالي مقارنة بمناطق أخرى في آسيا وأفريقيا لم ينسحب منها البرتغاليون إلا في النصف الثاني من القرن العشرين».

> > >

يضيف الباحث جمال زكريا ملاحظة أخرى تتعلق بصمت التاريخ في تلك الفترة وهي (عزوف العلماء والمؤرخين في ذلك الزمن عن الكتابة في الفترات التي كانت تتعرض بلادهم لغزو اجنبي ومن ثم لا نجد في مصادر التراث المحلية من يحدثنا عن الفترة التي احكم فيها البرتغاليون سيطرتهم على الخليج.. وفي تقديرنا انهم كانوا يعدون تدوين أحداث الغزو البرتغالي بمنزلة خدش للكرامة الوطنية غير أن مصادر التراث تتوافر نسبيا في الفترة التي وهن فيها النفوذ البرتغالي وبدأ عرب الخليج يحرزون انتصارات على البرتغاليين حتى أجبروهم على الخروج من المنطقة).

www.salahsayer.com

salah_sayer@

الأنباء