آراء ومقالات المزيد

حدث | عندما تغيب الحقيقة - بقلم : محسن أبورقبة العتيبي

20/02/2019 12:57 ص
حدث | عندما تغيب الحقيقة - بقلم : محسن أبورقبة العتيبي
**

في كثير من الأحيان، وبالأخص في هذا الزمان، تزداد الظنون وتحوم الشكوك حول العديد من الأمور في حياتنا اليومية!

عندما يغيب الضمير الحي، وتختفي الإرادة وتتبخر الأحلام، وتندثر الطموحات، وتكثر المجاملات حتى نفقد الذات، عندها ستدرك حجم المأساة التي وصلنا اليها من جراء اللامبالاة وعدم الاهتمام بكل ما يحيط بنا!

تغيب الحقيقة في عالمنا اليوم وفي شتى بقاع العالم عندما يستمر مسلسل الكذب والنفاق في الكثير من القضايا والمواقف التي تواجهنا.

تغيب الحقيقة عندما يستغل الموظف سلطته أيا كان موقعه، ليستمد قوته الوهمية التي حتما ستجرفه نحو السلوك الخاطئ والتعدي على القوانين والأنظمة المدمرة لتلك المؤسسة على حساب المال العام، حتى يرضي ذاته دون أن يفكر في الوطن الذي صنع منه قياديا أشبه بالدمية التي يتلاعب بها المتنفذون، وخيانة الأمانة التي حملوها والتي أبت الجبال حملها!

قد تكون الحقيقة غائبة بقصد، حيث ينكرها البعض لغرض ما في نفسه، وقد يقرها البعض الآخر دون خوف أوتردد لإيمانه بالله وحبه لوطنه دون غيره!

تغيب الحقيقة عندما يتسيد الموقف الجهلاء، ويتم إقصاء ذوي الرأي السديد من العقلاء، عندها سيختل معيار التوازن نحو الانحدار دون رجعه للوراء!

تغيب الحقيقة عندما يطغى حب الذات والحزبية والقبلية والطائفية والعنصرية على حب الوطن ولا شي أغلى وأسمى من سيادة الوطن.

تغيب الحقيقة عندما يلتزم المواطن بالقوانين والأنظمة في شتى بقاع العالم، ويتجاهل تطبيقها وعدم الحرص عليها في وطنه، ويورث هذه العدوى لأبنائه والأجيال المتعاقبة دون أدنى إحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه تجاه وطنه وأبنائه!

تغيب الحقيقة عندما يستمر مسلسل العنصرية البغيض ينخر في جسد المجتمع بأطروحات تعكس النفس المريضة التي توزع صكوك المواطنة على فئة محدودة دون أخرى، رغم أن القانون كفل حقوق الجميع سواسية!

تغيب الحقيقة عندما تتغير النفوس بحثا عن الشهرة وحب اللذات و«الفلوس»، دون أن تعي تصرفاتها الهابطة أخلاقيا في المستوى، ودون أن تدرك عواقب الفعل أو الخطاب المشين وتداعياته السياسية على الوطن!

تغيب الحقيقة عندما يتدنى المستوى الأكاديمي للبعض، وكيفية التعامل مع المتعلم في الجامعات وكليات التطبيقي، وعندما يفقد المعلم وقاره وهيبته في مدارسنا، حتما سنرى أبناءنا فلذات أكبادنا تائهين لايجيدون حسن التصرف في حياتهم، ولا يعرفون أهمية المستقبل بالنسبة لهم، وقبل كل ذلك لا يدركون مدى حاجة الوطن لسواعدهم!

مختصر مفيد: الحقيقة تكمن في حب الوطن دون سواه..

والمحافظة على ركائزه، وسيادته وكرامة شعبه، وأن يحرص المواطن على تفعيل واجباته تجاه وطنه ولاشيء غير الوطن..

1mohsen@live.com

M_TH_ALOTAIBI@

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد