آراء ومقالات المزيد

حدث | «غربة الروح» - بقلم : فاطمة العسيلي

18/08/2019 12:09 ص
حدث | «غربة الروح» - بقلم : فاطمة العسيلي
**

حينما تجد نفسك وحيدا وأنت وسط الكثيرين، وترى نفسك مخالفا لخطى السائرين، ومهاجما من الكثيرين، ومنبوذا من المنافقين، ويأتي اسمك دائما في أواخر المتقدمين، ويجمع القوم عليك أنك من المجرمين...!

وما أنت إلا حقا أردت وعدلا رجوت، فاعلم أنك في عصر السافلين، الذين قدموا الدنيا على الدين، ودنوا دنو المحرومين، وفقدوا جواهر الخالدين، حينها لن تجد لك مكانا في دنيا المتكبرين، الذين وضعوا مبادئهم تحت أقدام المتمكنين، وباعوا شرفهم من أجل منصب أثير..!

وقتها اعلم أنك أمين، وانظر لمكانك في عليين، لأنك قدمت دار الآخرين، فلا تبالِ لعلو الساقطين، فكم سيدوم «عز» المتوهمين، يوما أم يومين ؟! أو حتى سنين...!

دعهم يكنزوا أموال المساكين، ويبخسوا حقوق المستحقين، ويظلموا المغلوبين، فلن يشفع لهم مال ولا كرسي وثير، يئن ويشتكي من ثقل بطون الناهبين، الذين نسوا العذاب الأليم في أسفل سافلين، مع الكفرة المتكبرين، هم أيضا كانوا يعلمون ولكن أخذهم غرور الشياطين، فانتهى يومهم إلى السقوط في السعير، فلم تشفع لهم مكانة، ولا علو شأن ولا خسة المنافقين، الذين يظهرون مالا يبطنون ويقولون مالا يفعلون، ويفعلون خلاف ما يعاهدون، فهؤلاء وأولياؤهم مصيرهم محسوم، ومكانهم موجود في حميم يفور ينتظر الوقت المعلوم كي يأكل ثم يثور فتذاب فيه الجلود وتعلو صرخات الذئاب الذين كانوا يوما ما أسودا فوق مناصب وحشود، تطأطأ لهم الرؤوس، وتنحني لهم القامات خوفا لا احتراما وإجلالا.

في نهاية الأمر قدرهم مكتوب، يغفلونه لكنه معلوم في لوح محفوظ عند إله الكون، مالك الكاف والنون أمرهما بين.. يكون أولا يكون!، ليس لنا فيها اختيار بل سعي واعتبار بأمر من العزيز القهار.

فكم ستدوم دنيا الغرور...؟!

إلا بضع أيام ثم يخلصون إلى سؤال محتوم، فهنيئا لمن غلب خيره شر الناس فأمن غلبة الدنيا وقهر الحال.

Fatmaalosily@gmail.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد