آراء ومقالات المزيد

حدث | فقاعة في طور آخر - بقلم : فاطمة المزيعل

22/01/2019 12:43 ص
حدث | فقاعة في طور آخر - بقلم : فاطمة المزيعل
**

في بعض الأوقات نصبح كالأطفال تائهين، نشعر بالحزن والخوف والأسى، ونبحث عمن يسمعنا، وبضمير حي ينصت لنا، وبقلب واع يحتوينا ويستوعبنا، عندما يخوننا لساننا وتخوننا التعابير عاجزة عن وصف مشاعرنا.

يقول الشاعر فاروق جويدة:

الحزن الكامن في عمقي حزن مجهول الأسباب

والقلب الساكن في جنبي مثل السرداب

الحزن الكامن في عمقي حزن مجهول الأسماء

حزن يتوغل في جسمي حتى الإعياء

الحزن الكامن في عمقي حزن من خوف مجهول

خوف من كل الأشياء.

وقد تكون تلك الأشياء فعلا نجهلها ولا نعرفها، ولم تشهدها جوارحنا، وبسببها ننطوي على أنفسنا، لأنها تؤذينا وتؤلمنا، وتستنفد طاقتنا وتنهك أرواحنا وترهقنا، وعن كل ماهو مشرق بالأمل وجميل تبعدنا.

واحيانا تجعلنا نسخر ونضحك من شدة سذاجتنا، التي أعطت فرصة للرياح العاتية لتدحرج ثقتنا بأنفسنا، بهفوة لم نكن أبدا نتوقعها، خنقتنا وبعثرت آهاتنا، وحيّدت ألبابنا عن تحصيل آمالنا وما وددنا، فصرنا متأرجحين بين الخوف والقلق والشكة.

ولأننا كالأطفال نبقى مهما كبرنا، نفتقد، نتوجع، نتألم، نتوه في اللامكان، ولا ندري بما يدور في خلدنا، برغم يقيننا التام، بأن التذمر والشكوى مطلوبة شرعا إلى الله وحده جلا وعلا، لكننا نحتاج ايضا لشخص جدير بثقتنا، لنفضفض له عما يعتلج بقلوبنا، وننفس عن أفكارنا ومخاوفنا، وعن كبتنا الضاغط على أعصابنا، دون تردد أو قيود.

على أمل بأنه قد ينبهنا او يرشدنا، من بعد الباري سبحانه، او يستشف امرا ما، وراء خوفنا وتوترنا، او وراء صوت هدير تذمرنا، عله يتمعن مضمون تلك الأشياء التي عجزنا أن نستشفها، ويرى بعمق ما لا نراه نحن ويوجهنا، فأحيانا لا نفهم حتى انفسنا، ونفتقر لمعرفة ما يقبع في زوايا أفئدتنا.

ولا ننسى أن هناك جزءا مما نشعر به، له الدور الكبير في التأثير علينا، وعلى اهتماماتنا، ويومياتنا وحتى على علاقاتنا.

فوحده الكبت غالبا ما يكون عرضة لمفاهيم خاطئة، مولدا للانفجار، يزيد من قلقنا ويتعبنا، فيجب الا نستسلم بسرعة البرق له، ونعتزل حياتنا، بل يفترض ان نحرر انفسنا منه، ونجعل كل ما نشعر به بمنزلة حافز قوي لنا، يغير نظرتنا إلى لحظات حاضرنا، ويقربنا اكثر مما نحبهم ونثق بهم، لنشاركهم احزاننا وافراحنا، نشاركهم أحلامنا وامنياتنا، نشاركهم آراءنا، اعتقاداتنا، وتطلعاتنا.

almuzaiel1979@outlook.com

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد