آراء ومقالات المزيد

حدث | في رثاء أم الكويت الحنونة المرحومة الشيخة فريحة الأحمد - بقلم : عزة الغامدي

18/08/2018 12:21 ص
حدث | في رثاء أم الكويت الحنونة المرحومة الشيخة فريحة الأحمد - بقلم : عزة الغامدي
**

فقدت الكويت منذ أيام قليلة مضت قلبها الحنون وأم الكويتيين التي لم تغلق يوما بابها أمام أي مواطن أو مقيم، إنها المغفور لها الشيخة فريحة الأحمد الجابر الصباح التي أعطت الكويت الكثير حتى الرمق الأخير من حياتها.

وفي خضم حزننا وألمنا لما أصابنا لوفاة الشيخة فريحة الأحمد لا يسعنا إلا أن نتقدم من حضرة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ مشعل الأحمد بأخلص التعازي القلبية لوفاة أمنا الحنونة التي وافتها المنية وخطفتها من محبيها وجمهورها ولكن هذه الحياة وكلنا راحلون فإنا لله وإنا إليه راجعون.

سنوات عديدة ونحن نتابع أنشطة الشيخة فريحة الأحمد على كل الأصعدة ولعل أبرز ما تخلد في أذهاننا مسابقة الأم المثالية التي كانت تقيمها كل عام لاختيار الأم المثالية للكويت، فقد كانت المسابقات تحقق إنجازا سنة تلو الأخرى وتحفز الأبناء والأمهات على الوصول لحياة اجتماعية مثلى حتى نصل لمجتمع آمن في ظل ما يشهده مجتمعنا من تفكك أسري ونفور اجتماعي وتعدد حالات الطلاق.

فقد كانت، رحمها الله، حريصة على ضرورة تماسك الأسرة الكويتية، ولذلك فقد كانت تقدم الكثير في هذا الجانب بحيث أسست مكتبا خاصا لمعالجة المشاكل الأسرية وكانت، رحمها الله، تعالج المشاكل بنفسها وتسمع من الطرفين وتتوسط بين الزوجين لإصلاح ذات البين للتخفيف من عدد حالات الطلاق التي استشرت مؤخرا في مجتمعنا.

هذا فضلا عن الأنشطة التي كانت تقوم بها لنصرة المرأة وتبني قضايا المرأة في الشرق الأوسط لتغيير النظرة الدونية التي تنظر بها بعض المجتمعات للمرأة والحط من مكانتها وإعاقة نجاحها وذلك نصرة للمرأة العربية.

من جانب آخر فقط كانت، رحمها الله، نموذجا للتسامح الديني فتزور الكنائس من منطلق أن الاختلاف في الدين والمذهب لابد ألا يفسد العلاقة بين البشر وعلاقة المرء منا بشعوب الدول الأخرى لنبذ العنف والغلو الديني الذي استشرى في مجتمعات إسلامية كثيرة، فالسلام كان شعارها ونبذ العنف والغلو كان قضيتها الأولى.

هذا بالإضافة إلى تفاعلها مع كل ما كان يستجد على الصعيد الدولي من قضايا فتجدها تبادر لنصرة المنكوبين في الدول كافة من خلال التبرعات والمشاركة في المؤتمرات، وقد كان أحد أبرز الملتقيات التي شاركت فيها مؤتمر قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية الذي عقد في مصر عام 2016 وقد كانت لها بصمات واضحة في ذلك المؤتمر، حيث أبرز الكلمات التي ذكرتها، رحمها الله، في هذه القضية هي ضرورة التركيز على معاناة هذه الفتيات من خلال تشكيل حملة نسائية لتشمل القضايا الصحية والتعليمية للاجئات ومساندتهن على الحصول على حياة آمنة ومواجهة التحديات المستمرة من خلال توفير التمويل المستمر لهن فقد كانت، رحمها الله، حريصة على إبراز الدور الذي تقوم به الكويت لنصرة القضايا الإنسانية حول العالم.

فإنجازات الشيخة فريحة الأحمد، رحمها الله، واسعه وفي شتى الميادين والمجالات فقد كانت، رحمها الله، تتميز بالنشاط والحيوية وحب العمل وحب الخير للآخرين ومساعدة المحتاجين وكلها أعمال خالدة سيؤرخها التاريخ، فالشيخة فريحة الأحمد لم تكن تغلق أبوابها أمام أحد، بل كان قلبها، رحمها الله، مفتوحا ليسع الجميع فتسمع شكوى المحتاجين وتفزع لهم حتى آخر أيامها بعد أن اشتد عليها المرض فلم تكن تتوانى أو تتأخر عن تقديم العون لمن يحتاجها حتى وهي مريضة فتسمع وبقلب كبير ورحب آلام الناس وتقدم لهم يد العون.

رحمك الله يا أم الكويت المثالية ويا قلبها الحنون وألهم أسرة آل الصباح وكل محبيها الصبر والسلوان على فراقها فهي إن كانت رحلت عنا بجسدها فهي ستبقى خالدة في قلوب كل من أحبها وعرفها...و(إنا لله وإنا إليه راجعون).

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد