آراء ومقالات المزيد

حدث | كواليس مؤتمر جدة الشعبي..أحداث لا تنسى - بقلم : د. عصام عبداللطيف الفليج

16/10/2018 12:10 ص
حدث | كواليس مؤتمر جدة الشعبي..أحداث لا تنسى - بقلم : د. عصام عبداللطيف الفليج
**

مرت علينا قبل يومين الذكرى الـ 28 لانعقاد «مؤتمر جدة الشعبي» في المملكة العربية السعودية، لتجديد البيعة لأسرة الصباح من الشعب الكويتي، والإعلان الدولي لرفض الاحتلال العراقي الغاشم. ولهذا المؤتمر قصة وأحداث..

فبعد مرور شهرين من الاحتلال العراقي الغاشم للكويت (2/8/1990م)، وبعد المزاعم الكاذبة من الرئيس العراقي بأن ما جرى إنما هو استجابة لطلب دعم انقلاب عسكري في الكويت أطاح بأسرة الحكم (آل الصباح)، ومن ثم طلب الانضمام الى العراق، ورغم صدور العديد من القرارات الأممية الرافضة للاحتلال بأي شكل، أولها قرار مجلس الأمن الدولي رقم (660) بشجب الاجتياح، ومطالبة العراق بانسحاب فوري من الكويت، وقرار مشابه من الجامعة العربية، ورغم صدور قرار تشكيل تحالف عسكري من 34 دولة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الخاصة بانسحاب القوات العراقية من الكويت دون قيد أو شرط، فاجأ الرئيس الفرنسي ميتران العالم بالدعوة لاستفتاء شعبي كويتي أمام الرأي العام الدولي بشأن عودة أسرة «الصباح» لحكم الكويت، الأمر الذي استنفر الكويت حكومة وشعبا للدعوة لعقد «مؤتمر شعبي» يؤكد فيه إجماع أطياف الشعب الكويتي على شرعية أسرة «الصباح» حكاما للكويت.

وبدأت اللجنة التحضيرية للمؤتمر بالاتصال بالرموز السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكويتية من مختلف دول العالم لدعوتها الى حضور المؤتمر، وعقد المؤتمر يوم (14 أكتوبر 1990م) في مدينة جدة في المملكة العربية السعودية.

وحضر المؤتمر سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله، وصاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن العزيز أمير مكة المكرمة ممثلا لخادم الحرمين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمهم الله جميعا، وأعضاء الحكومة الكويتية آنذاك، وقرابة ألف مدعو كويتي من مختلف التيارات السياسية، وجمع من المواطنين الكويتيين.

وترأس المؤتمر العم يوسف الحجي شافاه الله كممثل شعبي، والعم عبدالعزيز الصقرـ رحمه الله ـ رئيسا ثانيا كممثل للقوى السياسية.

وجاء الاختلاف في تضمين البيان الختامي التزام الحكومة بعودة الحياة النيابية بعد التحرير وفق دستور 1962م، وبدأت تحركات المصالحة من السادة عبدالله العلي المطوع، ويوسف الحجي، وأحمد بزيع الياسين، وخالد العيسى الصالح، وأحمد الجاسر، ومبارك الدويلة، للتوفيق بين قوى المعارضة والشيخ سعد العبدالله، ولعبت دورا طيبا في تقريب وجهات النظر، والجمهور الكويتي في القاعة ينتظر البيان الختامي التوافقي على أحر من الجمر، ووسائل الإعلام العالمية تنتظر صدور البيان أكثر من الكويتيين، إلا أنه قد أصر كل منهما على رأيه، وتأزمت الأمور، فبادر رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي عبدالله العلي المطوع بتحركات خاصة بين الحكومة والمعارضة، واستطاع رحمه الله التوفيق بين الطرفين قبل ساعتين فقط من المؤتمر، والناس تنتظر ولا تعلم بذلك.

وصدر البيان الختامي للمؤتمر الشعبي الكويتي الذي أعلن للعالم أجمع زيف وبطلان كل المزاعم العراقية لتبرير جريمة احتلال الكويت المستقلة، وتمسك الشعب الكويتي بنظام حكم «آل الصباح» الذي اختاره منذ نشأته، وارتضته أجياله المتعاقبة، واعتبارها «بيعة» ثانية، وتأكيد وقوف الشعب الكويتي كله.. رجالا ونساء، شيوخا وشبابا وأطفالا، صفا واحدا خلف القيادة الشرعية، ممثلة في سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو ولي عهده الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، رحمهما الله. وتضمن البيان التزام الحكومة الكويتية في الطائف بعودة الحياة النيابية وفق دستور 1962م.

وشملت الكلمة الختامية تلاوة رسائل موجهة للمؤتمر، أولاها رسالة أ.مصطفى مشهور رحمه الله نائب المرشد العام للإخوان المسلمين آنذاك، يعلن فيها دعمه الكامل لحكومة الكويت الشرعية في الطائف، وإدانته التامة للغزو العراقي الغاشم للكويت، ورسالة المرابطين نقلها د.إسماعيل الشطي بصفته قادما من الكويت.

ولم ينس أهل الكويت الكلمة الخالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، حين قال: «يا ترجع الكويت، أو تروح السعودية مع الكويت».

ولعلنا وسط الأحداث الجسام التي تحوم حول الحمى تجعلنا نتذكر كيف كنا وكيف أصبحنا، فلا نفرط في هذه النعمة، ولنتعظ مما مضى، وضرورة تجاوز الاختلافات السياسية والمصالح الخاصة من أجل الكويت واستقرارها وأمنها.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد