آراء ومقالات المزيد

حدث | كيف تكسب محبة الناس بالزمن الكوروني؟ - بقلم : يوسف عبدالرحمن

01/06/2020 12:47 ص
حدث | كيف تكسب محبة الناس بالزمن الكوروني؟ - بقلم : يوسف عبدالرحمن
**

y.abdul@alanba.com.kw

منذ ثاني عيد الفطر السعيد صمنا الست من شوال في أجواء وطقس غير معتادين، ولم نجد صعوبة في هذا الأمر ونحن نصوم في زمن تفشي الكورونا عام 1441هـ الموافق 2020م.

الصوم بعد رمضان الست من شوال يقوي مناعة الجسم ونطبق به سنة ثابتة عن رسولنا الكريم بقوله صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر».

ما أحوجنا في زمن كورونا للتزود من الطاعات والعبادات والجو مازال على غير عادته في مثل هذا الوقت ولعلها رحمة الله بأولادنا الذين يقفون بهذه الشمس الحارة منذ الفجر الى المساء تحت اشعة الشمس الحامية في حواجز التفتيش بالشوارع والمحاجر.

بالأمس على ساحل أبوالحصانية سألني وافد عربي: لماذا يسلم عليّ هذا الكم من الرجال والنساء وهم يمارسون رياضة المشي في الساحل والطرقات؟ فقلت: يا صاحبي الأمر ليس فيه سر وإنما هو التلطف واللين مع الآخرين، فالسلام عليهم لا ينقصك بل يكسبك احترامهم وودهم وثقتهم.

نفوس الناس يا صاحبي صناديق مغلقة أو صحار كبيرة أو بحار شاسعة المسافات.. من يدري؟

أسرار هذه النفوس عند خالقها والإنسان لا يعرف إلا القليل إن كان خيرا فخير، وإن شرا فتقويم وإصلاح (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها).

خذها مني نصيحة، الابتسامة طريقك نحو القلوب ولا تكن ثرثارا متدخلا في كل شيء، هذا ينفر الناس منك.. ولا تكن ايضا متساهلا تافها.

رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم علمنا طريقة الوصول الى القلوب من خلال سننه بالقول والعمل والقياس، والله عزّ وجلّ يقول في محكم آياته: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).

يا صاحبي أنا وأنت كالمزارع الذي يتبين نوعية الأرض التي سيزرعها ويبذر ويحرث فيها، ولهذا أعطيك وصاياي لك وهي قواعد ذهبية، احفظها تفلح وتفز في كيفية التعامل مع الآخرين.

أن تكون محبوبا في مجتمعك أمر سهل، فقط التزم بالوصايا وهي حصيلة تجارب مريرة من الحصاد الحياتي مع الصغار والكبار ومختلف شرائح المجتمع الذي تعيش فيه، وتذكر ان اسلامنا العظيم ما انتشر الا من خلال المعاملات، لأن الدين المعاملة وفتح العرب المسلمون الأمصار بحسن التعامل مع الشعوب وليس بالسيف كما يحاول الحاقدون ان يروجوا، وتذكر قول الشاعر:

فعين الرضا عن كل عيب كليلة

كما أن عين السُخط تبدي المساويا

إن السلوك الحاد ورفع الصوت والشتيمة والانفعالات كلها عوامل معرقلة، وعليك بلين الجانب تصل الى مبتغاك.

ومضة: كن متلطفا لينا مع الناس: «فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما انتزع من شيء إلا شانه».

ابتسم لمن يلقاك ولتكن ابتسامة صادقة معبرة عن مشاعرك «تبسمك في وجه أخيك صدقة».

ناد الذي أمامك بأحب الأسماء إليه وبلغته ان امكن «السلام عليكم، هاي، هلو..).

يا صاحبي، ما أقوله لك كتاب شفهي ليس مطبوعا، وهو نتاج تجارب حياتية ستمكنك من الوصول إلى (التعايش - القبول - الرضا) من الطرف الآخر.

وباستطاعتك أن تجعل حياتك هكذا (أنت تنشر السعادة فيمن هم حولك).

أتريد محبة الناس؟ تواصل معهم حتى بلغة الإشارة، تصل إلى قلوبهم وتحظ بتقديرهم.

آخر الكلام: قال لي صاحبي أعطني تجربة حية أشاهدها وسأقلدك.. وشاء القدر أن يكون القادم من باكستان..

السلام عليكم.. صاحب؟

عليكم السلام بيا!

فرم ويير يو آر؟

أنا من باكستان من لاهور؟

أتعرف المنصورة؟

الباكستاني: نعم بيا.. انت كيف عرف؟

أنا: تعرف قاضي حسين؟

الباكستاني: لا أسمع انه رئيس جماعة الدين في باكستان، وهو «موت» رحمه الله.

أنا: زرت سواد ومري، يو نو ذس سيتي؟

يس ما شاء الله، يعرف سواد ومري لايك سويسرا وجبالها.

انشرح صدره واستانس الباكستاني، فقلت: يور نيم؟

قال: منهاج الدين.. وذهب.

فقلت لصاحبي: ما رأيك؟

فقال: قمة في الاحتراف.. حوار بسيط اشعرت الباكستاني كأنه يعرفك من زمان.

وهذا الأمر يحتاج إلى خبرة ومعلومات.

زبدة الحچي: يا صاحبي وأزيدك.. دائما اصفح واعتذر، لأن الإطراء مفتاح القلوب وقاعدتنا الإسلامية العظيمة: (فمن عفا وأصلح فأجره على الله). سورة الشورى: آية 40، وأظهر محبتك لأن المحبة كنز لا يفنى.

وأحسن الظن في الناس حولك وإياك وتجهيلهم ومناكفتهم والهدية البسيطة تلعب دورا كبيرا، أتذكر مرة أحضرت معي من مكة 150 طاقية بيضاء، فعلت الأفاعيل في الهنود والبنغال والآسيويين لأنها من مكة المكرمة.

وإذا صافحتهم في وقت (غير الكورونا) فصافح بحرارة!

والأهم يا صاحبي: لا تجرح ولا تعنف وتستعبط!

وكن دائما ممن يشكر ويقدر وإذا علمت ان احدهم مريض فزره واسأل عنه حتى عند اصحابه راح يوصلون سلامك.

تفقد من حولك تستعبد قلوبهم بسؤالك الدائم عنهم.

وأتذكر قاعدة ذهبية تعلمتها من والدي وصاحبي الذي لم تلده أمي (البخل عدو المرجلة.. ولا يخدم بخيل).

لا تكثر الـ (لا) أبدا في حديثك مع من حولك وقدمهم دائما على نفسك وإياك والـ (أنا) الطاووسية النرجسية.

والوصية أيضا ان تحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم.. ومن سألك فجاوبه ولا ترده، وكن حليما معهم، وعليك بالصبر.لب دعواتهم واعزمهم عندك.

هذه هي خارطة الطريق سطرتها فالزمها لعلك تصل إلى مبتغاك وهدفك في هذه الحياة.

في أمان الله.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد