**

في لغتنا العربية الجميلة تعني «اللقافة»: الحذق والمهارة. وإذا نزعنا أحرف الزيادة من الكلمة لتصبح على وزن «فعل» تكون «لقف»، وتعني في قواميس اللغة العربية: تناول الشيء، يرمى به إليك. ويقول البعض: لقفني تلقيفا فلقفته، واللقف سرعة الأخذ لما يرمى إليك باليد أو باللسان.

واللقافة ليست بمصطلح عامي كما يظن البعض بل هي كلمة عربية لها المعنى والمغزى، وما نعنيهم من سطورنا اليوم بعض البشر الذين يلهثون وراء الأخبار العامة والشخصية ليكون لديهم السبق في الخبر وتداوله بين الناس وفي النهاية المطاف تلقب تلك النوعية من البشر «الملقوف».

في الماضي كانت تلك النوعية قلة وكان ينفر منهم الكثير لتدخلهم في شؤونهم وشؤون الغير وكثرة السؤال فيما لا يعينهم ومن تلك السرعة وكثرة التدخل لا لحب الآخر بل القصد منها امتلاك العديد من الأخبار وتداولها في المجالس الأخرى، فكيف يصبح له السبق في الحدث إلا عن طريق «اللقافة»!

اليوم أصبحت تلك النوعية من البشر ليست أقلية بل كثرت إلى أن أصبحت اللقافة سمة من سمات مجتمعاتنا مما نتج من هذا بأن مجتمعنا سواء على الصعيد الشخصي أو العامي لا يمتلك الخصوصية.

السوشيل ميديا أصبحت البؤرة الأساسية لـ «اللقافة» وأصبحت الأغلبية من مجتمعاتنا متابعة لها لمواكبة الأحداث ولامتلاك الأخبار والأحداث وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ظنا بذلك بأنهم يمتلكون السبق في الحدث إلى أن أصبحت تلك الفئة سمة لمجتمعنا مع العلم بأن بعض السوشيال ميديا ما يكتب بها ويعرض من خلالها أغلبيتها أكاذيب ولا تمتلك المصداقية في الخبر ولكن ما يجعل لها مصداقية فئة «الملقوفين» عندما يقومون بتداولها مؤكدين مصداقية الحدث والخبر، وفي نهاية المطاف بعض تلك الأخبار عند تداولها تقوم على الفتن وهلاك المجتمع والسبب «اللقافة».

مسك الختام: أربعة تدل على الجهل: صحبة الجهول.. وكثرة الفضول.. وإذاعة السر.. وإثارة الشر.

Nermin-alhoti@hotmail.com

الأنباء