حدث | للفشل صداه - بقلم : حنان بدر الرومي
01/06/2020 12:39 ص
كاتب 1
**
تصنف الأزمات من حيث الحجم إلى ثلاثة أصناف: أزمة صغيرة، ومتوسطة، أو كبيرة تتشابك فيها الأضرار المادية والمعنوية وتتداخل أطرافها كأزمة فيروس كورونا الذي فاجأ العالم بأكمله، وكان للدول خططها لمواجهة الأزمة، والكويت ككل الدول سعت جاهدة لمواجهة الأزمة بتدابير حكومية، لكن الاجتهاد الحكومي انقسم لقسمين: وزارات يعمل وزراؤها وأغلب أفرادها جاهدين ليلا ونهارا لوضع الخطط ودراسة التدابير والتعامل المباشر مع المجتمع وتحمل الردود، ووزارات ابتلعت حبوب المسكنات منذ بداية الأزمة ورفع وزراؤها لافتة «نيام نيام»، ومن المحزن أنها من الوزارات المهمة والتي ينبغي أن يكون دورها أكثر فاعلية.
٭ وزارة التربية: تقبل المجتمع وقف الدوام للمدارس والجامعة والتطبيقي تنفيذا لقرار تعطيل عمل جميع الوزارات والجهات الحكومية والخاصة، لكن العلم عبادة والتعليم أولوية كالصحة والأمن وتأجيل التعليم أمر مؤسف خاصة لمراحل التخرج من الثانوية أو الجامعة.
وقد ساء المجتمع الكويتي ضبابية الرؤية التعليمية لدى الوزير والوكلاء وضعف تصوراتهم للمرحلة وتشككهم بالتعليم عن بعد، ولأننا لا نعيش في مكان منفصل عن العالم فالدول القريبة والبعيدة اتخذت سريعا قرار مواصلة الدراسة عن طريق التعليم عن بعد، وانتظمت العملية بأساليب متعددة، سعوا من خلالها جاهدين الى توصيل المعلومة المنهجية ووضع التكنولوجيا في خدمة التعلم والتعليم مع السعي الى إنهاء السنة الدراسية حسب المعايير العالمية للسنة الدراسية.
للأسف، برهنت وزارتنا المحترمة على سلبية موقفها عندما سمحت بانقسام العملية التعليمية، فمدارس التعليم الخاص والجامعات الخاصة نجحت في استصدار قرار من مجلس الوزراء لاستكمال عملها وتطبيق التعليم عن بعد.
العقلية المتخوفة أهملت استغلال أقسام الحاسب الآلي في الوزارة من موظفين وتوجيه فني ومعلمين، كما أغفلت استثمار أقسام الجامعة كقسم هندسة الكمبيوتر وإدارة التعليم التكنولوجي وأقسام علوم المعلومات لوضع الخطط وتنفيذها بالتعاون مع الجهات التعليمية.
٭ وزارة الأوقاف: من المحزن جدا في مجتمع مسلم أن يتوقف أداء وزارة بكل طواقمها مع قرار إغلاق المساجد، وكأن ديننا الإسلامي ينحصر في المساجد فقط، أداء الوزارة لم يتجاوز خانة «الضعيف» على الرغم من أن المجتمع كان في حاجة ماسة إلى من يبعث الروحانيات الإيمانية من جديد ويعززها بذكاء، خاصة مع تزايد حالات الخوف وارتفاع معدلات المصابين وتنامي الإلحاد وضعف الإيمان.
كان من الأجدر بالوزارة تنفيذ برامج ورسائل إيمانية قصيرة متنوعة الأهداف عبر قنوات التلفزيون الحكومية ووسائل التواصل الاجتماعي.
٭ وزارة المالية: وزارة «مريضة» إعلاميا، موقفها سلبي أمام كل اللغط المتداول حول الميزانية ورواتب موظفي الحكومة عدا مصروفات الأزمة.
تحديات الحياة وتغيراتها لن تتوقف، والذكي من يتحدى الأزمات بسرعة اتخاذ القرار والتعامل مع المعطيات والتكيف معها، وتجاوز المحن لا يكون بالتخاذل والتركيز على العراقيل فقط بل بالبحث عن الحلول حتى خارج الصندوق.
Hanan.AlRoumi@gmail.com
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع