حدث | لماذا ارتفعت وفيات المخدرات خلال 2018؟! - بقلم : د. ناصر أحمد العمار
24/03/2019 12:38 ص
كاتب 1
**
خلال العام 2018 ارتفعت نسبة الوفيات في الكويت بسبب المخدرات إلى أكثر من ٩٠%، ونعتقد أن ارتفاع هذه النسبة يعود للأسباب التالية:
١ - لعدم إجادة لغة التخاطب الإعلامي التوعوي بين المرسل والمتلقي (الجهات المعلنة - الشباب المستهدف) وتحقيق النجاح المطلوب بالرغم من الجهود الجبارة التي بذلتها بعض الجهات المعنية (ليس لكل مجتهد نصيب)!!
٢ - اتساع الهوة بين أولياء الأمور وأبنائهم دون أن يدرك أولياء الأمور خطورة ذلك التباعد والجفاء نتيجة (البخل الوالدي والجهل وعدم التسلح بالثقافة المطلوبة في فهم مراحل تكوين شخصية الأبناء (تراهم جميعا وقلوبهم شتى) !!
٣ - ترك أبنائنا يبحثون عن رجولتهم من خلال أصدقاء يختارونهم وفق معايير غريبة لا ترتكز على مقاييس دينية او أخلاقية وتركنا (الدرعا ترعا) فكل مولود يولد على الفطرة. وانصب حرصنا على ألا (ترافق) ولد فلان لأنه ليس من مستوانا فنعزز الجانب الطبقي تمهيدا لتمزيق المجتمع !
٤ - لم تقم بعض الأسر بتقنين المصروف اليومي لأبنائها بسبب ما انعم الله عليها من مال وفير بحجة أن (الخير وايد)!!
٥ - (كلها بشت او تلفون من الوالد) والمقصود الواسطة كمدخل لتجاوز القوانين والاعتداء على القيم والأخلاق والمبادئ وعدم الامتثال والانصياع للقوانين وأنهم فوق القانون ! ثقافة استحدثها عناصر شديدة الانحراف ذات ثقافات تراكمية نحن من احضرنا موادها التصنيعية الأولى حتى تركنا لأنفسنا ولهم الحبل على الغارب !!
بعد الوقوع في مستنقعات التعاطي:
١- يدفع المتعاطون وكذلك المدمنون ثمن التفكك الأسري الذي تعانيه بعض الأسر وتركهم فريسة التشتت والضياع في الوقت الذي تنكر لهم المجتمع بمؤسساته الرسمية والخاصة والأهلية وعدم قبولهم ومواجهة مشاكلهم وتركهم لمصيرهم المحتوم (الموت، السجن أو الانتحار)!!
٢- يعاني بعض المدمنين ضعفا شديدا أو انعدام الوازع الديني حتى فقدوا هويتهم الدينية والاجتماعية لدرجة بلوغ بعضهم الخواء الديني والقيمي والفكري والثقافي والنفسي ومن ثم سلب ذواتهم وضياع هويتهم الاجتماعية وتكوينهم البشري القائم على الكرامة الإنسانية وقدسيتها عند بارئها والاتجاه جبريا نحو البحث عن البدائل التي غالبا ما تكون فاشلة تعيدهم لمستنقعات الذل والهوان واحتقار انفسهم قبل احتقار المجتمع لهم!!
٣ - يعاني الكثير من المدمنين من الفراغ الروحي فترى اغلبهم يبحث عن بارقة أمل تنقذهم لكن دون جدوى لعدم استعداد المجتمع لتبنيهم واحتوائهم بعد عزمهم ترك التعاطي المتصف بالصدق والجدية في الإقلاع، فيكون مستنقع التعاطي ورفاق السوء ملاذهم الأحن عليهم من غيرهم لنغذي بهم نزعة الانتقام بجرائم تفوق بوصفها تفكيرنا. (ترى) جمعية بشائر الخير لا تستطيع وحدها تحمل هذه المسؤولية بالرغم نجاحها !!
٤- لم تكلف بعض الاسرة المكتوية بلظى حرقة احد أفرادها بالإدمان نفسها بتطبيق الرقابة عليه قبل وقوعه بالإدمان بحجة انه (ريال) ولا تفيق إلا بعد تلقيها نبأ رمية أمام بوابة أحد المستشفيات(الشق عود يا جماعة الخير).
ملاحظة: النسبة المئوية أعلاه وفق ما نشرته الزميلة «القبس» يوم الثلاثاء 5/3/2019 (العدد رقم ١٦٤٢٩).
الأنباء
التعليقات
ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين
واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع