**

y.abdul@alanba.com.kw

سؤال طويل عريض عن قضية بدأت تظهر للعيان مع الأسف، والكل يتساءل: لماذا «ضاع الإحسان في هذا الزمن»؟!

يا الله.. كلما قرأت القرآن الكريم وقفت على الآية

(.. وأحسنوا ان الله يحب المحسنين.. البقرة 195).

قال الشاعر أبوالفتح البستي:

إن كنت تطلب رتبة الاشراف

فعليك بالإحسان والإنصاف

واذا اعتدى خلُّ عليك فخلهِ

والدهر فهو لهُ مكافٍ كافِ

ذهب الزمن الجميل بناسه التي تعرف فضل الإحسان وإجادة صنعه وحفظه، قال تعالى: (الذي احسن كل شيء خلقه.. السجدة 7).

إذن الإحسان: الإتيان بالمطلوب شرعا على وجه حسن، وان يعبد المسلم ربه كأنه واقف بين يديه، ويستلزم ذلك «تمام الخشية» والإنابة وفق قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تعبد الله كأنك تراه، فان لم تكن تراه فإنه يراك».

باختصار الإحسان: يشمل إحسان العبادة والخلق والقول والعمل والصحبة والعشرة، وفي هذا كله مجموعة من القيم ومكانتها وأثرها على الفرد والمجتمع والدولة.

ونحن على مقاعد الدراسة في المرحلة المتوسطة أو غيرها نستذكر أبيات شعر درسناها، قال الشاعر:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم

فطالما استعبد الإنسان إحسانُ

من جاد بالمال مال الناس قاطبة

إليه والمال للإنسان فتانُ

أحسن إذا كان امكانٌ ومقدرة

فلن يدوم على الإنسان إمكانُ

حياك من لم تكن ترجو تحيته

لولا الدراهم ما حياك إنسانُ

ألخص لكم الإحسان:

٭ الإحسان قيمة إسلامية وحاجة إنسانية

٭ الإحسان من مكارم الأخلاق وأعلى المقامات

٭ من أعظم الإحسان.. الإحسان الى الوالدين

٭ ومن الإحسان مقابلة السيئة بالتي هي احسن

٭ ومن الإحسان.. الإحسان الى ذوي القربى

٭ ومن الإحسان تذكر من لهم فضل الإحسان عليك وعلى أرحامك

٭ ومن الإحسان لا تنكر إحسان وفضل ومعروف انسان قدمه لك

٭ من الإحسان ألا ننكر فضل الكويت علينا جميعا مواطنين ووافدين

ومضة: وأنت في الحياة أكيد مرت عليك مجموعة من «الأمثال» التي توضح أهمية وضرورة الإحسان في حياة الانسان مثل:

٭ أهنأُ المعروف أعجله، ومن زرع المعروف حصد الشكر

٭ صنائع المعروف تقي مصارع السوء

٭ الأيادي قروض والصنائع ودائع

٭ خير البر عاجله، وأفضل المعروف نصرة الملهوف

٭ آفةُ المعروف المطل، والإحسان يقطع اللسان!

إذن توصلنا إلى حقيقة الإحسان كما قال الشاعر:

البر أكرم ما حوته حقيبة

والشكر أكرم ما حوته يدان

آخر الكلام: قال تعالى آمراً عباده: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون.. المؤمنون 96).

وقال أيضا سبحانه وتعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.. فصلت 34).

زبدة الحچي: يأيها الإنسان.. لماذا تنكر أفضال وإحسان أناس من البشر قدموه لك عن طيب خاطر؟

اذا كابرت وتكبرت فتذكر يوم تقف امام «الديان سبحانه» وانت منهزم!

فلاحق نفسك منذ هذه اللحظة وأعلن توبتك واعتذر، فيأيها الإنسان.. لماذا تتجبر وتعلي طاووسيتك وتعلن كبرك؟

تب إلى الله فباب التوبة مفتوح وأوصل من «أنكرت» إحسانه وفضله بوصلك واحصد عناقيد النقاء والصفاء والتسامح بقلبك!

قارئي الكريم في كل مكان: افتح نوافذ الإحسان لتمارس الإحسان.. الإحسان موجود والناس هي التي تنكره، كل منهم بأخلاقه، وفي ناس ما تستاهل.. ونلتقي غداً في أمان الله.

الأنباء