آراء ومقالات المزيد

حدث | ليس كل المتقاعدين عجائز.. و«شياب» أو مسنين - بقلم : د. ناصر أحمد العمار

19/08/2018 12:21 ص
حدث | ليس كل المتقاعدين عجائز.. و«شياب» أو مسنين - بقلم : د. ناصر أحمد العمار
**

يزداد عدد المتقاعدين يوما بعد يوم لأسباب عدة منها: أولا تطبيق نظام احالة من اكمل ثلاثين عاما في العمل ـ قسرا ـ للتقاعد، ثانيا: المزايا والمغريات المالية التي تقدمها بعض الهيئات لموظفيها لترغيبهم في ترك وظائفهم بحجة تجديد الدماء ونغفل بفعلتنا هذه التخلص من الخبرات الكامنة والمخزون المعرفي لديهم! ثالثا: هناك من يرغب طواعية في إحالته للتقاعد لأسباب صحية اثرت في انخفاض قدرته على العطاء والإنتاجية.

جيش المتقاعدين الذي يزداد يوما بعد يوم تزداد معه معاناتهم ومعاناة الدولة، فأغلبهم لم يتجاوز من العمر الخمسين او اكثر بقليل وقدرتهم على العطاء في أوجها وكذا ميلهم للتحدي والصمود امام اي معوقات عمل حيث تمكنهم خبراتهم من تجاوز اي مشكلة بسهولة ويسر.

إن الكثير منا غفل عن الواقع المر الذي سيلاحقنا عند وصولنا إلى سن الـ60 لشعورنا بالفراغ الاجتماعي، وفي حال إدراك بعضنا واستيعابه لهذه المرحلة فهي غالبا لن تكون سوى كابوس مزعج لكنه ينذر بمرحلة انتقالية من الصعب علينا هضمها اذا ما هيئنا أنفسنا لاستقبالها، خاصة مع اعباء البحث عن الذات والهوية الاجتماعية التي ذهبت ادراج الرياح مع اول يوم (تقاعد) أن مجموع السكان من الفئة العمرية من ستين عاما سيزيد من 962 مليونا إلى 2.1 مليار شخص حول العالم بحلول عام 2050، أما في الدول العربية فهم أكثر من 28 مليون نسمة يستمرون في التزايد بشكل متسارع في بلدان عربية عده منها الكويت.

اي ان هذه الفئة ستشكل لدينا يوما شريحة اجتماعية كبيرة يستوجب الاهتمام بها، هذه الإحصائية تقودنا الى التفكير في أوضاع هذه الفئة اجتماعيا واقتصاديا ونفسيا والآلية التي بموجبها تلبي الدولة احتياجاتهم وتوفر لهم بيئة داعمة دون الوقوع في فخ الأساليب النمطية والمواقف المتحيزة التي تفترض بأن المتقاعد شخص مسن ومتكل على الغير يستوجب ابعاده من برامج التطوير والتنمية البشرية او برامج التطوير الفكري او التكنولوجي الامر الذي يعيق اندماجه الاجتماعي والانصهار في بوتقة الحداثة العصرية وتهميشه وعزله اجتماعيا ليزاحم الآخرين على مقاهي (الشيشة) والبقاء ساعات طويلة في الدواوين بعد ان قدم درسا لأم العيال في الاحتجاج والصراخ على تغيير قناة التلفاز!! وآخرون وفروا على أنفسهم كل تلك المعانات بهجرتهم الابدية لإحدى الدول الآسيوية وتحويل رواتبهم التقاعدية والعيش اللا كريم في احضان تلك المجتمعات هروبا وانسحابا من الواقع المرير الذي لم يفكر يوما في التعامل معه.

جميل ان تكون لدينا جمعية نفع عام تحت اسم «جمعية المتقاعدين الكويتية» من أهدافها حسن استغلال خبرات المتقاعدين.

لكن الاجمل ان يكون لدى الجهات الرسمية الاستيعاب الكافي لفهم سيكلوجية المتقاعد بأبعادها المختلفة والا تكتفي بكروت (عافية) وملصقات تبين مواقف كبار السن وفرض نظام الأولوية لهم.

الأنباء

التعليقات

ادارة الموقع غير مسئولة عن تعليقات المشاركين واى اساءة يتحملها صاحب التعليق وليست ادارة الموقع

آراء ومقالات المزيد
كاريكاتير المزيد